الثورة أون لاين – دينا الحمد
زعم البنتاغون الأميركي أنّ قواته المحتلة للأراضي السورية لم تعد مسؤولة عما أسماه “حماية منشآت النفط السورية” ، وأن واجبها الأوحد على حد قوله هو مكافحة تنظيم داعش المتطرف ، وأن إدارة الرئيس جو بايدن عدَّلت أهدافها من وجود جنودها في سورية ، ولم تعد كما حدّدها الرئيس السابق دونالد ترامب ، وهنا تقفز إلى الأذهان عشرات الأسئلة والاستفسارات .
أول هذه الاستفسارات والأسئلة : ما الفرق بين من كذب على العالم وقال إنه يحارب “داعش” ، أي ترامب ، وبين بايدن الذي يقول فريقه إن هدفهم الأوحد محاربة هذا التنظيم ؟ ثم إذا كانت إدارة بايدن تريد تعديل أهداف وجود قواتها المحتلة فعليها أن تقرَّ أولاً وقبل أي شيء بانسحاب تلك القوات الغازية ، وليس الحديث المموج والكاذب ذاته عن أن وجود تلك القوات الغازية هو محاربة داعش المتطرف مرة وحماية النفط مرة !.
وإذا قارنا تصريحات إدارة جو بايدن الجديدة مع تصريحات سابقتها فسنجدها صورة طبق الأصل عنها ، وحتى نكون دقيقين نقول : أليس ترامب هو من كان يتحدث باللغة التضليلية نفسها ، ألم يكن يقول قضينا على داعش ثم يعود ليقول مازلنا نطارد عناصر التنظيم المتطرف ؟ أليست إدارة الأخير هي من كان يتستر على داعش وينقل عناصره من منطقة إلى أخرى؟ وبمعنى آخر أليس بايدن اليوم هو من يجمّل سرقة ترامب للنفط عبر مصطلحات جديدة والتفاف جديد ؟.
لم يتحدث البنتاغون عن أن سورية هي صاحبة الأرض والحق والثروات ، وصاحبة القرار السيادي عليها ، وأن سرقة النفط من قبل بلاده وإرهابييها مثال صارخ عن العدوان على الشعب السوري ، ولم يتحدث عن إعادة المنشآت للدولة السورية ، بل ترك الأمر غامضاً لأن قوات بلاده الغازية سوف توكل المهمة لميليشيا “قسد” أو النظام التركي أو “داعش” وستستمر بالإشراف على السرقة إن لم تواصلها هي بشكل مباشر .
سيل من الأسئلة يفرض نفسه بقوة على هذا الكم الهائل من الدجل والتضليل ، فأي “حماية” لمنشآت النفط سيتخلى عنها الأميركيون ، وهي “حماية” غير قانونية أصلاً ، لأن قواتهم محتلة ولم تطلب منها سورية مثل هذا الأمر ، وما تقوم به هذه القوات الغازية هو سرقة موصوفة للنفط والثروات في وضح النهار ، وسيطردها السوريون بمقاومتهم الوطنية الباسلة وعزيمتهم وبسالة جيشهم ، ولن يسمحوا للمحتلين وأدواتهم بتنفيذ أجنداتهم الاستعمارية