أصابت الحرب العدوانية بسهامها السامة أجمل ما فينا، ومثلت بمشاعرنا وأحاسيسنا أبشع تمثيل إلى الحد الذي صرنا فيه غرباء في داخلنا، ودخلاء على أرواحنا التي نمت وتجذرت في تربة الحب والأمان التي سقيناها بدمائنا وأوجاعنا.
وحده الحب في زمن الحرب والوجع، من يروض جموح الروح وهيجان الجسد، وحده الحب من يسترجع مشاعرنا التي تاهت في صحراء الروح والجسد.
في الملمات والخطوب تطفو المحبة بيننا كحلّ وحيد لكل أوجاعنا، لاسيما أننا بأشد الحاجة إلى الشعور بالأمان النفسي والروحي الذي يساعدنا على البقاء والصمود والتماسك كمنظومة اجتماعية لابد أن تقوم بكل وظائفها وأدوارها وواجباتها الحياتية بمختلف أشكالها ومستوياتها على أكمل وجه.
(الحب الاجتماعي) هو حاجة أساسية نحتاجها جميعاً في هذه الظروف العصيبة التي تجتاحنا فيها الآلام والأوجاع والأحزان التي حملتها لنا وحوش الإرهاب، من أجل أن نتجاوز هذه المحنة التي قد تكون في أبعادها منحة وهبة حتى نتقارب أكثر ونرجع إلى حدائق الحب الدافئة التي جمعتنا وظللتنا بفيئها الكبير.
وحده الحب بأشكاله ولغاته المتعددة والمختلفة من يداوي الجروح ويرممها ويخلق حالة من التماسك والتلاحم الاجتماعي بيننا، لاسيما أننا أحوج ما نكون في هذه الظروف الصعبة إلى التماسك والتعاضد للمحافظة على صمودنا وقوتنا حتى نكمل ما بدأناه في مسيرة البطولات والإنجازات والانتصارات والتضحيات.
إن أكثر ما يحتاجه الإنسان في زمن الوجع والحرب هو الحب الصادق بأرفع درجاته وأسمى معانيه.
عين المجتمع -فردوس دياب