منذ أكثر من خمس سنوات وعيون العاملين في شركة سار للصناعات الكيميائية والمنظفات تتطلع لصدور قرار بالسماح للشركة بالعودة إلى مقرها الدائم في عدرا البلد والذي هجرت منه بعد تعرض جزء منه للتخريب من قبل عصابات الإرهاب الأسود..
واليوم يتجدد الوعد ويلوح الأمل بقرب عودة الشركة مع إدراج هذا الأمر في خطة وزارة الصناعة والمؤسسة الكيميائية التي تتبع لها الشركة، وهو القرار الذي احتاج لانتظار أكثر من خمس سنوات، وتعاقب أكثر من ثلاثة وزراء على وزارة الصناعة ليتم البت به واعتماده، باعتباره يشكل أولوية مهمة للشركة لما له من منعكسات إيجابية على الإنتاج كماً ونوعاً..
هو مثال لعدد من القرارات المؤجلة التي كان يجب أن تتخذ في الزمان والمكان المناسبين بلا تأخير أو تأجيل، بالنظر إلى ما يترتب على هذا التأجيل من خسارات كان يمكن تلافيها وتحويلها إلى أرباح، فيما لو وجدت إدارة واعية ومدركة لأهمية اتخاذ القرار في حينه، ففي مثالنا هذا نجد أن شيئاً لم يتغير منذ أن تم تحرير المنطقة التي يقع فيها مقر الشركة من الإرهاب ومن يومها والشركة تطالب بالعودة، وما تغير فقط هو الزمن الذي راكم المزيد من الخسارات لجهة زيادة تكاليف العودة إلى المقر الدائم، وفوات أرباح كان يمكن أن تجنيها الشركة فيما لو كانت عادت قبل عدة سنوات إلى مقرها الدائم..
إن أكثر ما يحتاجه قطاعنا العام اليوم ليخرج من كبوته التي تعرض لها بفعل الإرهاب، هو تمكين الإدارات ومنحها المرونة الكافية لاتخاذ القرارات التي من شأنها الدفع باتجاه تذليل كل الصعوبات المالية والإدارية، ودعم قراراتها وتبنيها بالشكل الذي يساهم في الانتقال من المراوحة بالمكان إلى البدء بالسير بخطوات واثقة نحو الأمام.
حديث الناس- محمود ديبو