سلسلة من التصريحات لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه سورية، تلاها بالأمس انسحاب الاحتلال الأميركي من قاعدته غير الشرعية في صوامع تل علو بريف الحسكة، تطرح الكثير من الأسئلة إذا ما كانت نوعاً من التخبط في السياسة الأميركية، وعدم وجود رؤى واضحة لها حول مستقبل علاقتها بالمنطقة بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص، أم هي مناورة وتكتيك في استراتيجيا، أم كسر لسياسة سلف، أم هي فعلاً تصحيح لأخطاء سابقة، ورأى بايدن أن الوقت حان للعدول عنها؟.
المؤكد والواضح في السياسة الأميركية تلك الصبغة العدائية تجاه سورية وامتطاؤها حججاً وذرائع أفرزتها تلك السياسة منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، للوصول إلى مشروعها الأساس في المنطقة، وهو إرضاخ الإرادة السورية للهيمنة الصهيونية واخذها بعيداً عن محور المقاومة.
في المجمل فإن تصريحات إدارة بايدن خاصة رفع يدها عن حماية ( لصوص النفط) والعودة إلى رواية محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وعدم دعم الوهم الانفصالي لدى أصحاب الرؤوس الحامية لدى ما يسمى ” قوات سوريا الديمقراطيه- قسد”، هي مؤشرات إيجابية بحاجة إلى التنفيذ على أرض الواقع، بالانسحاب الكامل من الجغرافيا السورية والتخلي عن دعم التنظيمات الارهابية فيها مع معرفتنا جميعاً أن تلك التنظيمات صنيعة أميركية، وجسر عبور للاحتلال لتحقيق ما يسعى اليه.
حتى الآن يمكن وصف سياسة بايدن في المنطقة ( سورية- اليمن- ايران- العراق) بأنها سياسة الورق والمنابر، بانتظار سياسة الميدان والواقع، فالنوايا وحدها لا تصنع سلاماً واستقراراً، وتصفيقنا لبايدن وقراراته لن يكون إلا مع رحيل آخر جندي محتل من قواته عن أرضنا، وهذا أمر قادم شاء بايدن أم أبى.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com