الثورة أون لاين- ديب علي حسن
يرى بعض المهتمين بالخطاب الإنساني، أي ما بين المرسل والمتلقي، أياً كان المرسل والآخر الذي يخاطبه، يرون أن الإنسان الواعي القادر على الفعل، يترك ما ينجزه يقدم الخطاب على أرض الواقع، ويذهب آخرون إلى أن الإنسان يحتاج عامين إلى أن يتعلم الكلام، ولكنه قد يحتاج نصف عمره ليتعلم الصمت حين يجب أن يكون.
ومن المعروف أنه في الظروف العادية تفعل الكلمة فعل السحر، فكيف بظروف الفقر والجوع والعوز والحصار، الذي يمارسه العدو الغاشم علينا؟ هل نحتاج إلى تصريحات لا معنى لها، ولا ضرورة أصلاً لأن يتبجح مسؤول، أو مواطن أن يرمي الكلام كما يقال -على عواهنه – لسنا بحاجة إلى المزيد من التصريحات التي تصب الزيت وتسأله عن ارتفاع الأسعار ..
يأتي الجواب: سوف ترتفع أيضاً في الأسبوع القادم، البطاطا والبرتقال، والفروج، وغير ذلك، ويتحدث عن ارتفاع أسعار الصرف، النغمة ذاتها، وكأن العلف قد تم استيراده ليلاً مع ارتفاع الصرف، ووصل فجراً إلى المداجن والمباقر …قضية صارت ممجوجة ومكشوفة، ولكن ما الذي يدعوك إلى إطلاق هذه التصريحات..؟
بعد ساعات مما قاله المسؤول، كانت البطاطا قد وصلت إلى 800 ليرة، ساعات قليلة رفعت السعر 200 للكيلو الواحد، ولاسيما أن تصريحه قد سوغ الرفع بأن سعر الجملة من السوق هو …
ربما من الضرورة دائماً أن نصارح الناس بما يجري، لكن علينا أن نعرف كيف ومتى، ولماذا، فهل ما يجري منطقي من شجع وطمع وجنون؟ أينقصنا من يسوغ لضعاف النفوس ما يقومون به، الصمت فضيلة حين نعرف كيف نمارسه.