الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
بهدف انتقال العمل المكتبي والأرشفة من الطرق التقليدية وتطويره بما يتلاءم مع التقنيات الحديثة، تم الاتفاق العلمي الأول بين قسم المكتبات والمعلومات بجامعة دمشق ومكتبة الأسد لإقامة علاقات تعاون موثقة تخدم الطرفين ضمن مجموعة برامج تدعم هذا الصرح الثقافي العريق كما تدعم البحث العلمي والخبرات لدى الطلبة.
الدكتورة لما قدورة رئيسة قسم المكتبات والمعلومات في جامعة دمشق تحدثت عن أهمية التعاون مع مكتبة عريقة كمكتبة الأسد وربط الطلاب بسوق العمل، وتمكنهم من ممارسة العمل المكتبي بشكل صحيح، في الوقت الذي يمكنهم رفد المكتبة بخبرات أكاديمية حديثة وتقنيات يتم تدريسها للطلاب خلال سنوات دراستهم.
مشيرة إلى الفائدة المتبادلة التي تتم بين المكتبة وقسم المكتبات في جامعة دمشق من حيث القيام بدورات تدريبية لموظفي المكتبات، واكتساب الطلاب للخبرة الميدانية في العمل المكتبي وتسهيل الدراسات العملية، والعمل على ربط الأبحاث العلمية بسوق العمل، معتبرة هذا الاتفاق هو الانطلاقة الأولى الموثقة نحو ذلك.
من جانبه بين الأستاذ إياد مرشد مدير مكتبة الأسد أن خدمات المكتبة موجهة بشكل أساسي إلى الطلاب وخاصة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، كما أنها موجهة لخدمة البحث العلمي والطلاب السوريين على اختلاف أنواع اختصاصات دراستهم وكلياتهم، لافتاً على أن هذا الاتفاق بين المكتبة وقسم المكتبات والمعلومات، هو أول تعاون علمي يأخذ الشكل القانوني.
وبين مرشد أن مكتبة الأسد لكونها المكتبة الوطنية الوحيدة التي تمتلك إمكانيات علمية وأوعية ثقافية فهي تمد اليد لكل الجهات العلمية للتعاون معها، وهي تستقبل الطلاب من أجل مشاريع تخرجهم وإجراء التدريب على عمليات الفهرسة والتصنيف وتبادل الخبرات، وبالتالي التعاون مع كلية تختص بتخريج طلاب المكتبات، مهم لتطوير هذه الخبرات المبتكرة والتشجيع على هذا العلم الذي يحتاج إلى معارف في مجال المعلومات.
وتحدث مدير مكتبة الأسد عن جملة من المشاريع الكبيرة التي تعيد ترميم المكتبة وفي مقدمتها إعداد مشروع المكتبة الإلكترونية على صعيد العمل التقني وإعداد معارض الكتب التي تتم إقامتها هذا العام إضافة إلى النشاطات النوعية التي تتعلق بعمل المكتبة، والعمل على إصدارات في مجال التوثيق سيتم إنجازها قريباً من أهمها مشروع توثيقي تاريخي للمكتبات التي كان لها أثر وقيمة في المحافظات السورية الكبرى، وكانت البداية بمكتبة الصوميصاتية، مشيراً إلى عملهم المستمر في عملية توثيق الإنتاج الثقافي السوري وإنتاج فهارس الأطروحات، وتطوير الخدمات وتأهيل البنية التحتية والتجهيزات.
وأوضح مرشد حرصهم على استمرار العمل ليس فقط بالطريقة التقليدية بل بالتطور بما يتلاءم مع التقنيات الحديثة وأن تتحول من مكتبة تحفظ الوثائق التاريخية وترمم وتضع بين أيدي القراء كل ما أنتجه الفكر العربي السوري من أطروحات ورسائل ومؤلفات في مختلف أنواع الآداب والعلوم وأيضاً إلى مكتبة رقمية تتيح للقارئ إمكانية الوصول إليها بكل سهولة.