الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم :
ليس غريبا تواتر العدوانين الإسرائيلي والأمريكي ضد سورية ، لا خلاف من يأتي أولاً أو ثانياً ، طالما أن الأهداف والغايات الدنيئة واحدة وواضحة للعيان .
إن كانت على صعيد زيادة سياسة الضغط والحصار على سورية ومنعها من استكمال انتصارات جيشنا الباسل ، أو رفض الاعتراف بفشل مخططات أمريكا و”إسرائيل” في تقسيم سورية وإضعاف جيشها وخرق صمود شعبها ، وإعطاء الإرهابيين فرصة جديدة لممارسة دورهم التخريبي .
وقد ترافق العدوانان مع محاولة إحياء مسلسل الأضاليل الإعلامية واختراع أكاذيب جديدة تتعلق باستخدام السلاح الكيماوي من قبل “الخوذ البيضاء” الإرهابية ، مع تواتر الحديث عن توسيع العقوبات والحصار الاقتصادي عبر ما يسمى “قيصر اثنان” .
أمام هذه الاعتداءات والممارسات يبدو أنه لا رغبة أمريكية في ظل إدارة بايدن لإنهاء مرحلة الحرب العدوانية على سورية ، وترسيخ الحل السياسي على قاعدة أقرّتها القرارات والتفاهمات الدولية ، التي تضمن سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً ، ومنع تقسيمها ، فسلوك الإدارة الأمريكية وفق مؤشرات بدأت بالظهور في الطاقم الذي أعده بايدن لقيادة أمريكا في الفترة القادمة ، والذي كان مسؤولاً عن الحروب بـ(النيابة) والثورات (البرتقالية) الخادعة في أكثر من بلد ، وإطلاق التكفيريين لتغذية التطرف الديني ، لا يدعو إلى التفاؤل .
الضغوط الأمريكية آخذة بالتصاعد بالتزامن مع ممارسات الاحتلال التركي وجرائم الإرهابيين في سورية ، وخصوصا أن (قيصر 2) يضعون عليه اليوم لمساتهم الأخيرة لمزيد من حصار سورية وهو المطلوب إسرائيلياً في سياق سياسة الضغوط المتواصلة على الشعب السوري ، أو على صعيد منع أي دور للقوى الرئيسة في المنطقة والعالم التي تقف إلى جانب سورية ، وتشكل أقطاباً جديدة تحد من الهيمنة الأمريكية مثل روسيا والصين وإيران .
فإدارة بايدن تريد اتفاقاً نووياً مع إيران على مقاس الشروط الأمريكية وبما يلبي الرغبات الإسرائيلية ، وتسعى مع حلفائها الغربيين إلى حصار روسيا ومنعها من دور عالمي ، في الوقت الذي بدأت حرباً سياسية واقتصادية مع الصين التي تتطلع لدور عالمي كبير بعد ظهور أزمة كورونا .
لقد خلعت إدارة بايدن قناع الدبلوماسية الذي أظهرها به الإعلام المضلل الأمريكي وأنه جاء ليصحح علاقات أمريكا مع العالم التي توترت في عهد ترامب ، فالعدوان الأمريكي الذي تزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي سبقته وترافقت معه ، يؤكد أن هذه الإدارة لا تختلف عن سابقتها ، وأكدت حقيقة أن سياسة الديمقراطيين وسياسة الجمهوريين وجهان لعملة واحدة لكن الأسلوب مختلف .
فإذا كان ترامب فجاً في فرض سياسات أمريكا ، فإن بايدن أظهر الوجه الناعم لتحقيق الهدف نفسه ، وخصوصاً إذا علمنا أن بايدن كان في فريق بوش الابن الذي سعر النار لإحراق العراق .
التعويل الوحيد الذي يعتدّ به اليوم ، هو صمود شعبنا في وجه التحديات والضغوط ، وبسالة جيشنا الوطني الذي يدافع عن كرامة الأمة ويذود عن حياض الوطن ، وقيادتنا الرشيدة الحكيمة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد