الثورة :
أعلن الكرملين، اليوم الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تناول خلاله مستجدات الأوضاع في سوريا وإيران، في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
ووفق البيان الرسمي، شدد بوتين على “ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، في موقف يعكس ثبات السياسة الروسية تجاه الملف السوري. كما أعرب عن استعداد موسكو للعب دور الوسيط في الملف النووي الإيراني، داعياً إلى استئناف المسار الدبلوماسي وإحياء قنوات التفاوض.
يأتي هذا الموقف في سياق سعي موسكو لإعادة تموضعها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد البائد، الذي كانت تعتبره حليفاً استراتيجياً ودعمت بقاءه سياسياً وعسكرياً، ولا تزال روسيا تحتفظ بوجود عسكري مباشر في البلاد، يتمثل بقاعدتين رئيسيتين: قاعدة طرطوس البحرية، التي تعود إلى اتفاقية موقعة عام 1971، وقاعدة حميميم الجوية قرب جبلة، التي أُنشئت عام 2015 مع تصاعد العمليات العسكرية لنظام الأسد ضد الشعب السوري.
وفي تصريحات سابقة، وصف الرئيس أحمد الشرع العلاقة مع موسكو بأنها “استراتيجية وطويلة الأمد”، مشيراً إلى أن التحالف مع روسيا لا يمكن تفكيكه بسرعة كما يدّعي بعض الأطراف، وأكد الشرع التزام الحكومة السورية الجديدة بتوسيع التعاون مع موسكو، خصوصاً في المجالات الأمنية والعسكرية، بما يحفظ السيادة السورية ويعزز الاستقرار الإقليمي.
وتشير المؤشرات إلى أن موسكو، رغم تغير المعادلات السياسية في سوريا، تسعى للحفاظ على دورها كلاعب محوري في مستقبل البلاد، مع التأكيد على نهج التنسيق مع السلطة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع.