على بُعد أيام قليلة من مشاركة ممثلي كرتنا (الكرامة وحطين)، في الدور التمهيدي لكأس التحدي الآسيوي، وفي ظل غياب بطل الدوري (الاتحاد أهلي حلب) عن المشاركة خارجياً، نظراً لعدم إتمام الثبوتيات الخاصة باستخراج الرخصة الآسيوية، يبدو أن التساؤل عن هوية المتسبب الحقيقي بهذا الغياب المؤثر لبطل الدوري ليس مجرد مسألة عابرة، بل هو حاجة ماسة بدافع المحاسبة نظراً للتقصير الكبير في هذا السياق، والذي تسبب بخسارات متعددة الجوانب للكرة السورية عموماً، ولكرة أهلي حلب على وجه التحديد.
المشكلة أن ما تم الحديث عنه لناحية وجود تقصير من أحد مجالس الإدارة، لم يكن أمراً موثقاً، لا بل إن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يتنافى مع إلقاء اللوم على شخص بعينه أو جهة محددة، ويضع المسألة برمتها في حيِّز المجهول من حيث السبب والمتسبب!
طبعاً كرتنا خسرت بغياب أهلي حلب أحد ممثليها القادر على الذهاب بعيداً في المنافسة الآسيوية، أما أهلي حلب فإن خسارته المادية والفنية كبيرة جداً، لأن غيابه القاري فوَّت عليه فرصة الحصول على مئات آلاف الدولارات، وبالتالي أهدر فرصة إنعاش خزينة النادي لمساعدته بإبرام صفقات نوعية. وبالتأكيد فإن حديثنا عن غياب المحاسبة والمتابعة لا يأتي من باب العداء لأي طرف، ولكن لأن الكوارث الإدارية باتت سمة بارزة في عمل معظم أنديتنا، ولعل المصاعب القانونية التي واجهت نادي الوحدة في الموسم الماضي خير دليل على ذلك، وقد حذّرنا حينها من أن غياب المحاسبة سيعني مواصلة الفشل الإداري في أنديتنا في قضايا مختلفة الشكل والمضمون، ليتم بذلك تكريس الفشل.