الثورة:
في عالم يعج بالاختراعات المستوردة، يبرز اسم المهندس السوري إلياس بريمو كأحد العقول النادرة التي وضعت بصمتها في ميادين الطاقة المتجددة وتنقية المياه. هو من مواليد دمشق عام 1944، تخصص بريمو في الهندسة الكهربائية والكهروميكانيكية، وكرس حياته للابتكار من أجل خدمة الإنسان والبيئة، متجنباً الأضواء والسعي وراء الربح المادي، ليبقى وفياً لفكرة الإبداع الوطني الصادق.أبرز الإنجازات التقنية أول مركب بحري يعمل بالطاقة الشمسية في العالم، صممه في ثمانينيات القرن الماضي، تميز المركب بقدرته على الإبحار بسرعات تصل إلى 60 عقدة بحرية باستخدام ألواح شمسية، من دون الحاجة لأي وقود.
تصميم متطور لمحرك غاطس يعمل بالتيار المستمر، يتيح الدوران بزاوية 360 درجة، ويعتمد على مراوح متعددة الشفرات. استخدام نظام تحكم مبرمج يجعل المركب يعمل بكفاءة في مختلف الاتجاهات، حتى مع الرياح الجانبية.تطوير جهاز تقطير مياه عالي الكفاءة، يستخدم في المختبرات والمستشفيات يتميز بانخفاض تكلفته مقارنة بالأجهزة المستوردة، مع أداء أعلى وكفاءة موثوقة.إنشاء ورشة علمية تعليمية في دمشق تحولت إلى حاضنة لطلبة الهندسة، أسهم من خلالها في تخريج أجيال من المهندسين السوريين عبر تطبيقات عملية حقيقية.
آمن إلياس بريمو أن الإبداع لا يقاس بعدد الشهادات أو العروض التجارية، بل بمدى تأثيره في مجتمعه، ولهذا اختار أن تكون ابتكاراته جزءاً من الحلول المحلية لمشكلات مزمنة، كالتلوث ونقص المياه والطاقة، ومن خلال دعمه للطلاب وتحويل علمه إلى معرفة مشاعة، أسس لمفهوم المخترع المعلم الذي ينتج ويرشد في آن معاً. يعد إلياس بريمو نموذجاً مشرفاً من أبناء سوريا الذين صنعوا الفرق بعلمهم، وإرادتهم، وتفانيهم، وتمثل إنجازاته قيمة حقيقية لأي مجتمع يسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتشكل مصدر إلهام متجدد للأجيال القادمة في وطن لا ينضب من المبدعين. وفي تقدير لجهوده وإسهاماته، كرمته مؤسسة “مبدعون من أجل وطن” بمنحه وسام درع الإبداع لعام 2025، تقديراً لعطائه المتميز في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم والابتكار.