الثورة :
أوفدت وزارة الخارجية السورية وفداً رسمياً إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة تهدف إلى متابعة أوضاع الجالية السورية المقيمة هناك، وبحث آليات إعادة تفعيل البعثة الدبلوماسية السورية، ضمن إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لتعزيز حضورها الخارجي وتوسيع قنوات التعاون مع الدول الشقيقة.
وكان أعلن وزير الخارجية أسعد الشيباني أن قرار فتح سفارة وقنصلية للجمهورية العربية السورية في ليبيا اتُّخذ بتوجيه من الرئيس أحمد الشرع، بهدف تقديم خدمات مباشرة للسوريين في ليبيا، وتعزيز الروابط السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
وأشار إلى أن فريقاً فنياً سيتولى متابعة الجوانب التنفيذية تمهيداً لزيارة رسمية إلى طرابلس لاستكمال الترتيبات المطلوبة.
وكان الوزير الشيباني قد تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، ناقلاً رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أكد خلالها دعم ليبيا المتواصل للشعب السوري، وحرصها على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تبادل الوفود وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية، بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في استقرار المنطقة.
الزيارة تأتي تتويجاً لمسار بدأ بلقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة في نيسان الفائت، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك وتفعيل اللجنة السورية الليبية العليا، التي تُعد الإطار الرسمي للعلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية وتنظيم أوضاع الجالية السورية في ليبيا.
وسبق أن عبّرت مصادر سورية عن قلقها من الأوضاع التي يواجهها السوريون في بعض دول الجوار، ومنها ليبيا والعراق ولبنان، مشيرة إلى تعرضهم لمضايقات من قبل جهات محسوبة على النظام السابق. وطالبت هذه المصادر بإنشاء مكتب خاص لمتابعة شؤون اللاجئين السوريين والعمل على تسهيل عودتهم أو تنظيم أوضاعهم القانونية والإنسانية.
وكانت وزارة الخارجية الليبية قد أصدرت بياناً أدانت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مدينتي دمشق والسويداء، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ” لسيادة سوريا. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات وحماية المدنيين.
وأكدت طرابلس موقفها الثابت الرافض لأي محاولات للمساس بوحدة الأراضي السورية أو زعزعة استقرارها، وشددت على دعم ليبيا الكامل للشعب السوري وحقه في الأمن والسلام، مؤكدة أن الوقت قد حان لإنهاء معاناة السوريين وتمكينهم من العيش بكرامة فوق أرضهم.