الثورة أون لاين – سامر البوظة :
بعد المواقف الغربية المتعلقة بقضية المعارض الروسي أليكسي نافالني ، وما تكشف عنها من أكاذيب وتلفيقات ، كان واضحاً منذ البداية أن الولايات المتحدة هي من تقف وراء هذه المسرحية الهزلية بهدف تشويه صورة روسيا عالمياً للضغط عليها وإجبارها على تقديم تنازلات بعد أن أضحت قوة عسكرية واقتصادية أنهت حقبة “القطبية الأحادية” التي ظلت تهيمن عليها واشنطن لزمن طويل ، وبالتالي كانت هذه المسرحية لتحجيم دور روسيا على الساحة الدولية وكبح تقدمها من خلال اختلاق الذرائع لتبرير التدخل في شؤونها الداخلية و تطويقها بحزمة من العقوبات الجديدة ، تحت حجج كاذبة واتهامات باطلة ، باتت مكشوفة للعلن من قضية ” السيل الشمالي” ، إلى قضية التسلح ، فقضية “نافالني” ، وغيرها .
ويبدو أن واشنطن لم تتأخر بتنفيذ تهديدها ، بعد أن أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أمس الثلاثاء 7 مسؤولين روس على قائمة العقوبات بسبب “قضية نافالني” المزعومة ، وذلك بعد يوم من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 4 مسؤولين روس كبار في سلطات العدالة وإنفاذ القانون ، في إجراء يكشف مدى التبعية والارتهان الأوروبي للقرار الأميركي .
روسيا من جهتها ، وفي إطار الرد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا ضدها ، أكدت أن تلك الإجراءات هي تدخل في الشؤون الداخلية الروسية ، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق ، وأن موسكو تدرس خيارات الرد على تلك القيود .
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم : إن بلاده تعتبر أي قيود من هذا القبيل غير مقبولة على الإطلاق ، لأنهم يضرون بشكل كبير بالعلاقات المؤسفة بالفعل ، ولكن بيسكوف أوضح في نفس الوقت بأن روسيا لن تقطع تواصلها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قانونياً جراء العقوبات الجديدة ، موضحاً أنه سيتم فعل كل شيء حتى لا تتأثر مصالح بلاده بأي شكل من الأشكال .
وأعلن أن الإدارات المعنية ستقدم للقيادة الروسية مشروع عقوبات للرد على القيود الجديدة على موسكو ، وهذا ما أكدته وزارة الخارجية الروسية بقولها إن موسكو بدأت بالفعل بإعداد الرد على العقوبات الأميركية الجديدة .
وكانت واشنطن فرضت أمس عقوبات على 14 كياناً روسياً “على صلة بإنتاج أسلحة بيولوجية وكيميائية” ، كما تزعم أجهزة الاستخبارات الأميركية التي زعمت من قبل استخدام غاز الأعصاب لتسميم نافالني ، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي .
وأضافت ساكي في مؤتمر صحفي : أنه يجري العمل مع أعضاء الكونغرس لتفعيل قانون منع الحصول على أسلحة كيميائية وبيولوجية . وتابعت : بأن العقوبات بحق المسؤولين الروس كانت بالتنسيق مع الأوروبيين ، وأن بلادها لا تسعى إلى التصعيد في علاقاتها مع روسيا .
وسائل إعلام ألمانية قالت من جهتها إن الاتحاد الأوروبي سوف يدرج شخصيات روسية على قائمة العقوبات .
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية ذكرت في وقت سابق أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعد لفرض عقوبات على روسيا “على خلفية قضية ” تسميم وسجن نافالني” ، وفق اتهامها ، فيما تنفي روسيا هذه الاتهامات .
وتأتي العقوبات الأميركية بالتزامن مع عقوبات فرضها أعضاء في الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس بينهم أربعة كبار في سلطات العدل وتطبيق القانون ، قالت إنهم ” ضالعين في اعتقال المعارض نافالني” .
وتعقيباً على العقوبات ، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا القرار الأوروبي بـ”المرتهن” للولايات المتحدة ، وأن الولايات المتحدة تقدم نفسها كمناهض لاستخدام ونشر الأسلحة الكيميائية ، على الرغم من أنها لم تدمر مخزونها بعد ، في حين أن روسيا دمرت مخزونها .
وأشارت زاخاروفا عبر قناة “سولوفيف لايف” على يوتيوب إلى وجود دليل رئيسي على عبثية ما يحدث ، وهو أن الولايات المتحدة تولت دور المحارب لحظر إنتاج الأسلحة الكيماوية ، على الرغم من حقيقة أن روسيا أوفت بالتزاماتها منذ عدة سنوات بالتخلص من الأسلحة الكيماوية ، في حين أن الولايات المتحدة ، التي أخذت على عاتقها التزامات لم تف بها ، ولا تزال هذه الأسلحة الكيميائية في حوزتها ، ولم يتم التخلص منها