الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
أعاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين التزام الولايات المتحدة بالعودة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في خطاب عبر الفيديو في اجتماع هيئة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قالت واشنطن إنها ملتزمة بسياسة خارجية ” تتمحور حول الدفاع عن الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان”.
بعد ثلاث سنوات من انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من مجلس حقوق الإنسان، بسبب ما وصفته إدارته بالتحيز ضد “إسرائيل”، تسعى إدارة بايدن لشغل مقعد في المنظمة، كما أنها تسعى جاهدة لتكون “صوتاً رائداً داخل المجلس”، ولم يكن قرار الولايات المتحدة مفاجأة، إذ اعتبرت إدارة بايدن انسحاب الولايات المتحدة من المجلس تحت رئاسة ترامب خطوة خلقت “فراغاً في القيادة الأمريكية”.
يعتقد العديد من الباحثين الصينيين أن الصين ستكون أحد الأهداف الرئيسية لدبلوماسية حقوق الإنسان الأمريكية، وصرح Zhang Tengjun ، وهو باحث مساعد في معهد الصين للدراسات الدولية أن إدارة بايدن تأمل في جعل قضية حقوق الإنسان موضوعاً أساسياً في العلاقات الصينية الأمريكية، بل إنها تريد بناء دبلوماسية حقوق الإنسان كإرث سياسي، ويبدو أن الولايات المتحدة تنظر الآن إلى حقوق الإنسان على أنها موضوع يمكن استخدامه لتوحيد الحلفاء بشكل أفضل، ومن المتوقع أنه إذا أعيد انتخاب الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن الصراع حول حقوق الإنسان بين الصين والولايات المتحدة سوف يصبح أكثر شراسة.
بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، فإن قضية حقوق الإنسان هي كرة قدم سياسية يلعبونها لضرب وقمع تلك الدول التي تعتبر أشواكاً في طريقها، فهم مثلاً لا يهتمون بشأن حالة حقوق الإنسان في الصين التي حققت مهمة هائلة للقضاء على الفقر المدقع في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، كما أن سكان منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ومنطقة التبت في الصين يعيشون حياة مستقرة مع ازدهار متزايد، لكن تلك الدول الغربية التي تدعي أنها مدافعة عن حقوق الإنسان، تغض الطرف عن تلك التحسينات التي لا جدال فيها في حقوق الإنسان، والذي يريدونه فقط هو رؤية “صين متخلفة”.
يكتسب موضوع حقوق الإنسان وزناً أكبر في الدبلوماسية الأمريكية، وهذا يعكس إلى حد ما تراجع قوة الولايات المتحدة، فهي في حالة تدهور نسبي والأدوات المتاحة لها ضد الصين أصبحت محدودة أكثر فأكثر، فالولايات المتحدة تعتبر بطاقة حقوق الإنسان أداة يمكن استخدامها لقمع الصين، وكذلك لتوحيد حلفائها الغربيين.
اعترفت المزيد من الدول، وخاصة الدول النامية، بتطورات حقوق الإنسان في الصين وأعربت عن دعمها لها، كما أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ليست في وضع يمكّنها من توجيه أصابع الاتهام إلى حالة حقوق الإنسان في الدول الأخرى، وبالنظر إلى سجل الولايات المتحدة المروع في مجال حقوق الإنسان، هناك انتهاكات كثيرة لا تحصى وأهمها العنصرية المتجذرة، بالإضافة إلى ما يقارب 500000 حالة وفاة بسبب كوفيد -19 نتيجة للاستجابة السيئة لهذا الوباء من قبل الإدارة الأمريكية، لذلك فإنه يجب على واشنطن أن تضع حقوق الإنسان في صميم سياستها الداخلية، بدلاً من وضعها في قلب السياسة الخارجية.
المصدر Global Times
