هو أحمد.. زمالة عمر وصداقة صادقة.. عملنا معاً في صحيفة الثورة وبزمن متقارب.. ولم تنقطع يوماً صداقتنا والزمالة طبعاً.. رغم أن أحمد ترك الثورة وانتقل إلى تشرين..
في شبابنا كان لنا صحبة ضمن الزمالة.. وطويل الحوارات وصخب الضحكات وشراكة العمل والموائد. وكان لنا طيف عريض من التفاهم السياسي وتشابه المواقف.. رغم أن أحمد صوان ينتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.. ولم أنتمِ أنا للحزب نفسه.. كان أحمد يقول: البعث اليوم حالة سياسية أكثر منه حالة حزبية تنظيمية… لذلك تجدنا أنا وأنت في الموقع ذاته تقريباً.. رغم أنني فلسطيني وأنك سوري..
في ذلك أقول أنا اليوم: إن أحمد صوان صدق حزبه القول كما صدق قضيته كفلسطيني.. وكذا صدق سورية.. وظل مدافعاً حقيقياً عن البلد الذي عاش فيه وعن شعبه..
في إطار عملنا المشترك في جريدة الثورة التي ارتبط بها عمري.. وعاصرت كل قصصها وحكاياتها ومشاكلها وإشكالاتها.. تصادف يوماً أن نترافق معاً على إدارة مطبعتها ومعنا الزميل عبد العزيز المسوتي.. جعله الله بكل خير.. لم أعد أسمع عن أخباره شيئاً..
كان طيب الذكر الأستاذ نصر شمالي في عز شبابه وكان مديراً عاماً.. ومن ذاك الشباب منح الكثير لإرادته في أن يجعل من الثورة كلمة في عالم الصحافة.. ولعله وفق في ذلك إلى حدود بعيدة متناسبة مع الواقع والظروف القائمة.. اعترضه في طموحاته واقع المطبعة والإمكانات الفنية لمؤسسة الوحدة التي تصدر عنها صحيفة الثورة.. وخاض تجربة حقيقية فاعلة لمقاومة ظروف المطبعة وحالة المؤسسة.. وكان لنا نحن الثلاثة.. صوان والمسوتي وأنا.. أن تختارنا إدارة الأستاذ نصر لنتسلم إدارة المطبعة في محاولة لاستنفاذ كل ما يمكن من إمكانات فيها.. كانت تجربة متميزة.. وحالة تقييمية جمعتني مع أحمد.. تذكرناها فيما بعد كثيراً.
تزوج أحمد من الزميلة العزيزة الغالية نيرمين خليفة.. وقد رافقتنا طويلاً في الثورة وإلى بعد ما انتقل أحمد إلى تشرين.. لها من كل قلبي أحر التعازي.. وإن سمحت لي أستطيع أن أشاركها ذرف دمعة.. فالراحل صديقي.. وهو صديق صادق .. يؤسفني رحيله.
في هذه المجموعة من البشر التي اجتمعت يومها بين صفحات الثورة وما اختزنته من جهود.. أشعر أن يداً تسحب خيطاً من حرير الحب والأمل الذي نسجناه واستهلك الشطر الغالي من العمر، كلما ودع زميل حبيب البساط الذي كان..
معا على الطريق- أسعد عبود