أعمق من أن ننتهي وأقوى من أن نسقط وأعظم من أن نحتاج أحداً إلا إلى مواطن نزيه في موقع عمله ومكانته.. ولأننا السوريون بامتياز نبعث الحياة من سواكن الوجود، لا نحب أصحاب المال والتجارة القبيحة، لأنهم مخربون لطبيعة الوجود..
أولئك المتاجرون بعمق الأزمات لا نحتاجهم، سورية بحاجة إلى مسؤول نزيه غير متاجر بالمال المغموس بأتون الفقر.. تحتاج سورية اليوم لحكومة رشيدة، لا تأخذ سدر الوطنية رداءً تتلفح به تجملاً..
تحتاج سورية إلى قانون قصاص عادل يطول الفاسدين والمفسدين، تحتاج عدلاً يملأ القلوب أملاً وطمأنينة، بأن يده تطول كل مسيء، ما يفوِّت الفرصة على المحتجين ومن تسول لهم أنفسهم بيعها بأبخس الأثمان.
أناس مخادعون يهولون ما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤثر سلباً في الوضع الاقتصادي، ويزيد من محنة المواطن بسبب جور الحصار والغلاء الفاحش.. كما الرمال المتحركة تبتلع كل ما يصل إليها من دون تمكنه من الإفلات..
مع الحصار يزداد مكر أصحاب المال وحيتان التجارة، فيخنق الغلاء المواطن ويقدم الجشعون لأعداء الوطن خدمات مجانية مشفوعة بقرارات عشوائية جائرة غير مدروسة من مسؤول؛ إما فاشل لغبائه وإما قاصد لعمالته.. وكلاهما عدو الوطن وأهله.
المواطن الذي لا يضمر الشر ولا يدنس أحداً أصبح يدعو ليكون في أعالي السموات، على أن يبقى بين الأشرار على الأرض الذين ينسلون ببطء حياته كنسل خيط الحرير من شلته وينم ما في أفواههم وأفعالهم مكرٌ.. نسأل الله أن يحيق بهم.
فهل ترتقي العقول وتقترن الأفعال يوماً بأفكارها، لنصل إلى أهدافنا يطيب لسان حكومتنا بشفافية حديثها، وتكون قراراتها مع المواطن ولصالحه.. بصدقية مطلقة؟..
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش