وكأنها صرخات في وادٍ، حتى رجع الصدى لم يجد له طريقاً إلى تلك الآذان الصماء التي يأبى أصحابها أن يسمعوا النصيحة، ويتقيدوا بأبسط إجراءات الوقاية والسلامة لهم ولأبنائهم ولمجتمعهم من حولهم.
لقد أعادت وزارة الصحة بالأمس دق ناقوس الخطر بعد أن تضاعفت خلال الأسبوعين الماضيين أعداد الإصابات بفايروس كورونا بشكل ملفت ومقلق، لاسيما في ضوء انشغال معظم أسرة العناية في جميع مشافينا التي انتقلت بحسب وزارة الصحة الى الخطة (ب) لمواجهة هذا الوباء القاتل.
إن المطلوب منا جميعا في هذه الظروف الاستثنائية ، وفي ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد الإصابات الحقيقية خارج المشافي الحكومية، هو الاستجابة السريعة لتوجيهات الفريق الحكومي المختص بالتصدي لتلك الجائحة، خصوصاً فيما يتعلق بارتداء الكمامة وتجنب الازدحام والمخالطة والالتزام بإجراءات النظافة الشخصية.
ليس هذا فحسب، بل على جميع الأسر تدريب أبنائها، وخاصة الأطفال الصغار، على أساليب الوقاية والنظافة الشخصية داخل المنزل وفي الروضة أو المدرسة التي يجب أن تحمل هي الأخرى على عاتقها مسؤوليات إضافية، لجهة الطلب من كافة التلاميذ والطلاب الالتزام بأبسط إجراءات الوقاية والسلامة حماية لهم بالدرجة الأولى، وحماية للكادر التدريس بالدرجة الثانية.
الوعي الصحي بات اليوم ضرورة وليس رفاهية كما يدعي البعض تحت ذريعة الظروف الصعبة والهموم المعيشية التي قد تصبح كارثية إذا أصيب أحدنا أو أحد من عائلاتنا بهذا الوباء، لذلك ومن باب الأمانة والمسؤولية الوطنية والأخلاقية نجدد دعواتنا كإعلام وطني يحرص على سلامة كافة أبناء الوطن إلى التقيد بأبسط إجراءات الوقاية والسلامة حتى نتجاوز هذه المحنة المضافة إلى مِحننا وأوجاعنا الكثيرة، فهل نعي خطورة الأمر، أم إنها كسابقاتها صرخة في وادٍ سحيق.
عين المجتمع- فردوس دياب