الثورة – حسين صقر:
من المؤكد أن تعليم الأطفال على حل المشكلات التي تواجههم، كي يكونوا قادرين على مواجهة الحياة، إحدى أهم العقبات التي تواجه الأهل، لكن التعليم بطريقة سليمة ومضمُونة وبعيدة عن الأساليب التقليدية، قد يوصل الجميع إلى مبتغاهم.
فلا يخلو أي بيت من وجود طفل قد يصعب عليه التعلم، وهنا يكمن دور الأهل إذ يطلب منهم البحث عن طرق أكاديمية ومدروسة لتطوير مهارات التفكير عند أبنائهم، لأن ذلك طريق هؤلاء الأطفال للتفوق والنجاح.
وتنمية مهارات التفكير تعني تطوير قدرات الفرد على التفكير بطرق أكثر فعالية وابتكار الأشياء، وتشمل هذه المهارات التفكير النقدي والإبداعي، المنطقي، واتخاذ القرارات، فضلاً عن القدرة على تحليل المعلومات وحل المشكلات، من خلال طرح أسئلة مفتوحة مثل، “لماذا و”كيف؟” لتشجيع الفهم العميق، والتحريض على التحليل، أي تحليل المعلومات والبيانات بشكل منهجي لتحديد صحتها وصدقها.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تواصلت صحيفة الثورة مع الموجهة التربوية لبنى جركس والتي بينت أن تطوير المهارات التفكير عند الأطفال تبدأ بتقييم مختلف الآراء والخيارات قبل اتخاذ القرار من أجل استنتاج معقول، وذلك بناءً على المعلومات المتاحة، في خطوة أولى لتوليد أفكار جديدة ومختلفة وحل المشكلات بطرق غير تقليدية.
خلق حلول مبتكرة
وأضافت جركس: إن تطوير القدرة على التفكير لا يعتمد على أفكار مجردة وحسب، بل على خلق حلول مبتكرة ووضع أفكار جديدة تختلف عما هو سائد ومعروف، وأكدت على ضرورة اتباع نظام منطقي في التفكير والتحليل كالاستدلال واستنتاج معقول بناءً على الأدلة والبيانات، وهو ما يؤدي أيضاً للتعلم من الأخطاء والخبرات السابقة، وحل أي مشكلة قد تواجه هذا الطفل أم ذاك.
ونوهت جركس بأن لتحديد المشكلة بدقة ووضوح دور مهم ودراستها ووضع الاحتمالات اللازمة، وتمثيل الأدوار والحوار مع الذات، بالإضافة لتجميع المعلومات المتعلقة بالمشكلة، ويساعد ذلك على توليد مجموعة متنوعة من الحلول المحتملة، وبالتالي اختيار الحل والأفضل بناءً على معايير محددة.
وأوضحت بعد ذلك يتم اتخاذ القرار وتحديد الأهداف التي يجب تحقيقها من خلال اتخاذ القرار، وتقييم مختلف الخيارات المتاحة بناءً على الأهداف المحددة، ثم استنتاج معقول بناءً على المعلومات المتاحة.
مراحل أخرى
وقالت الموجهة التربوية: إن القراءة المتنوعة للمواضيع المختلفة تساعد على تحفيز التفكير، فضلاً عن المشاركة في المناقشات والتحاور مع الآخرين لتبادل الأفكار، حل المشكلات المختلفة في الحياة اليومية أو في العمل يعتمد على التعلم المستمر من الكتب والمقالات والدورات التدريبية.
ولفتت إلى أن الاطلاع على كل ما يمكن أن يثير عملية التفكير أمر ضروري، لأن المدخلات تؤثر في المخرجات وتنعكس عليها، فيمكن الاطلاع على المجلات والإعلانات التجارية والاستماع إلى المحاضرات وقضاء وقتاً أطول مع المفكرين، وعند التوصل إلى شيء محير يمكن تسجيله على ورقة، ووضعها في مكان التفكير المفضل لتحفيزه لاحقاً على التفكير.
كما يمكن قضاء وقت أطول مع الأشخاص المفكرين وأخذ رأيهم ومشورتهم في بعض المواضيع، وطرح العديد من الاقتراحات عليهم لمعرفة وجهة نظرهم ومعرفة طريقة تفكيرهم، كذلك ليس من الخطأ مصادقة الناس الذين يمتلكون شخصيات مميزة وشخصيات أنجزت وأبدعت الكثير في حياتها ويمتلكون القدرة على التعلم وعلى تطوير شخصياتهم باستمرار.
مكان مناسب للتفكير
وقالت جركس: التفكير بحاجة إلى تدريب وممارسة ولا يمكن اكتسابه هكذا بطريق الصدف، فهناك أشخاص ينطلق لديهم التفكير في أماكن مختلفة عن الأشخاص الآخرين فمنهم من يفضل التفكير في أحضان الطبيعة ومنهم من يفضل التفكير في غرفة مغلقة وخلف المكتب، كما أنّ التدريب المستمر والمتواصل على التدريب يعطي فرصة أقوى لتطوير هذه المهارة والاستفادة منها.