الثورة- ترجمة هبه علي:
صادق البرلمان الإيراني على شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً مع روسيا، مما يضفي طابعاً رسمياً على تحالف واسع النطاق يوسع التعاون العسكري والاقتصادي بين الدولتين الخاضعتين لعقوبات شديدة، وفقاً لوسائل إعلام رسمية.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك حول المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، مما يثير مخاوف من تجدد الأزمة في الشرق الأوسط مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل عسكري محتمل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
يعزز الاتفاق تحالف إيران مع روسيا، في وقت يتعرض فيه البلدان لضغوط شديدة بسبب العقوبات الغربية، بالنسبة لطهران، يوفر الاتفاق تحوطاً استراتيجياً في ظل تعثر المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم، أما بالنسبة لموسكو، فيضمن لها الاتفاق شريكاً أساسياً في الشرق الأوسط في ظل حربها المستمرة في أوكرانيا وعزلتها المتزايدة عن الغرب، كما يبرز التوقيت إعادة ترتيب جيوسياسيٍ أوسع نطاقاً، حيث تسعى إيران وروسيا إلى تحدي النفوذ الأمريكي من خلال بناء أطر دفاعية واقتصادية بديلة.
تتضمن الاتفاقية، التي وقعها الرئيسان فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان في كانون الثاني، وصادق عليها المجلس التشريعي الروسي في نيسان، أحكاماً تتعلق بالمناورات العسكرية المشتركة، وتبادل تقنيات الدفاع، والتنسيق ضد التهديدات المشتركة، إلا أنها لا تتضمن بنداً يتعلق بالدفاع المشترك، مما يعكس حذر موسكو من التورط في صراعات إيران الإقليمية.
زودت إيران روسيا بطائرات “شاهد” المسيرة، التي استخدمت على نطاق واسع في النزاع الأوكراني، مما عزز قدرات موسكو الهجومية، وتتعاون إيران مع روسيا لتصنيع طائرات مسيرة محلياً لتجاوز العقوبات الغربية ونقص الإمدادات، كما اتهم مسؤولون غربيون طهران بتزويد روسيا بصواريخ باليستية، وهي مزاعم تنفيها إيران باستمرار.
تهدف الاتفاقية إلى تجاوز الأنظمة المالية الغربية من خلال ربط البنى التحتية الوطنية للدفع، حيث تجرى أكثر من 95% من التجارة الثنائية بالروبل والريال.
ودخلت اتفاقية تجارة حرة منفصلة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، مما أدى إلى خفض الرسوم الجمركية وتعزيز التجارة، كما التزمت روسيا بمساعدة إيران في تطوير قطاع الطاقة النووية لديها، بما في ذلك بناء وحدات طاقة نووية إضافية.
في غضون ذلك، وصلت المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، وأعلنت إيران أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم أو تفكيك برنامجها الصاروخي، بينما تطالب الولايات المتحدة بتنازلات كبيرة.
وصفت إيران اجتماعهما الأخير في 11 أيار بأنه “صعب ولكنه مفيد”، بينما صرح مسؤول أمريكي بأن الإدارة “متشجعة”، وصرح عراقجي مؤخراً للصحفيين بأن سلطنة عمان ستعلن رسمياً عن موعد ومكان المحادثات الإيرانية الأمريكية الخامسة قريباً.
وبإقرار الشراكة، من المقرر أن تعمق إيران وروسيا تعاونهما العسكري والاقتصادي في حين تراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها عن كثب وسط المحادثات النووية الجارية والتوترات الإقليمية المتزايدة.
المصدر- News Week