قمتان الليلة في ذهاب ربع نهائي التشامبيونز ليغ: ريال مدريد وليفربول لإعادة إحياء مسيرو زاخرة ..وأكثر من عنوان وهدف في مواجهة مانشستر سيتي ودورتموند
الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تنطلق اليوم الثلاثاء منافسات ذهاب الدور ربع النهائي من النسخة الـ 66 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمباراتين من العيار الثقيل ، حيث يستقبل ريال مدريد الإسباني منافسه ليفربول الإنكليزي على ملعب (ألفريدو دي ستيفانو) ، كما يستضيف مانشستر سيتي الإنكليزي بروسيا دورتموند الألماني على ملعب (الاتحاد) ، على أن تختتم ذهاب هذا الدور غداً الأربعاء حين يحل تشيلسي الإنكليزي ضيفاً على بورتو البرتغالي على ملعب (دراغاو) ، ويواجه بايرن ميونيخ الألماني (حامل اللقب) وصيفه باريس سان جيرمان الفرنسي في إعادة لمواجهتهما في نهائي النسخة الأخيرة عام 2000.
ففي مدريد، ستسيطر ذكريات نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018 بين ريال مدريد وليفربول على العملاقين عندما يلتقيان الليلة. وكانت تلك المباراة انتهت بإصابة قويّة لنجم الريدز المصري محمد صلاح بكتفه وخطأين فادحين من حارسه الألماني لوريس كاريوس، منحت الفريق الملكي لقبه القياسي الثالث عشر في المسابقة القارية الأولى.لكن تلك المباراة في العاصمة الأوكرانية كييف والتي حسمها ريال مدريد 3-1 بهدف من الفرنسي كريم بنزيمة وثنائية للويلزي غاريث بايل، شكّلت بداية صفحة مجيدة لليفربول الذي يتواجه مجدداً مع ريال مدريد.وصحيح ان ليفربول حقق إنجازاً كبيراً بتتويجه القاري السادس، بينها تتويج في 1981 على حساب ريال مدريد بهدف ألن كينيدي، إلا أن طعم الدوري الإنكليزي في 2020 كان ألذّ للاعبي المدرب الألماني يورغن كلوب، وذلك بعد طلاق بينهما دام ثلاثة عقود.وصعود ليفربول إلى القمة، قابله نزول موجع هذه السنة، حيث يقاتل لحصد مركز بين الأربعة الأوائل في البريمير ليغ يؤهله إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.
وتحوّلت قلعته (أنفيلد) إلى جسر عبور للأندية الزائرة، في ظلّ حظر جماهيره المتفانية، بسبب فيروس كورونا، إلى سلسلة إصابات طويلة تقدّمها قلب دفاعه الهولندي فيرجيل فان دايك. لائحة إصابات ضمّت أمثال قائد وسطه جوردان هندرسون، المدافعين جو غوميز والكاميروني جويل ماتيب الذين سيغيبون عن مواجهتي ريال وربما حتى نهاية الموسم.وبعد نحو 4 سنوات من تجنّبه أية خسارة في عقر داره، سقط ليفربول 6 مرات تواليا للمرة الأولى في تاريخ النادي العريق.وبرغم كل ذلك، لا يزال الوقت متاحا أمام ليفربول لتعويض ما فاته. وحقق السبت فوزاً عزيزاً على أرسنال 3-0 في الدوري، والأهم أنهم قدّم أداءً هو الأفضل لهم في 2021.في المقابل، كان ريال مدريد سيجد الفرصة متاحة للاستفادة من ورطة ليفربول، لولا مروره بدوره بفترة مضطربة هذا الموسم.ومنذ إحرازه لقبه الثالث توالياً في دوري الأبطال عام 2018، تعطّلت محركات تشكيلة الفريق الأبيض وعوّض جزئياً بإحراز لقب الدوري المحلي الموسم الماضي. فبعد رحيل نجمه الخارق البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى جوفنتوس الإيطالي، حاول تعويضه بإدين هازارد بصفقة كبيرة، لكن البلجيكي غرق بمستنقع الإصابات لتتعثر عملية إعادة بناء تشكيلة المدرب
الفرنسي زين الدين زيدان.وفيما كان زيدان وفيا لتشكيلة بدأت تتقدّم في العمر، تأثر النادي أيضاً بتراجع ميزانيته جراء الأزمة المستفحلة التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا.لكن أية صفقة من طراز استقدام المهاجمين الفرنسي كيليان مبابي أو النرويجي إرلينغ هالاند، قد تعيد ريال سريعا إلى خارطة المنافسات.وحتى ذلك الوقت، يعوّل زيدان على حرسه القديم المؤلف من الكرواتي لوكا مودريتش، الألماني طوني كروس وبنزيمة.لكن اللقاء لن يتجدّد بين سيرجيو راموس والمصري صلاح الذي دفع ثمن تدخل عنيف لقلب الدفاع، حرمه نظرياً من المشاركة بفعالية في مونديال روسيا 2018. سيغيب المخضرم راموس عن المواجهة في ظل إصابته بربلة ساقه.ويعوّل ريال على خبرته الهائلة في المسابقة، حيث ينجح في تحويل المباريات في مصلحته حتى عندما يكون بعيدا عن مستوياته. لكن ليفربول بدوره بدأ يستعيد توازنه، إذ حقق أمام أرسنال فوزه الثالث تواليا في الدوري المحلي.ولن تكون طريق الفائز من هذه المواجهة بالغة الصعوبة نحو الدور نصف النهائي، إذ يلتقي الفائز بين تشيلسي الإنكليزي وبورتو البرتغالي.
هذا ويتمتع ريال مدريد بتاريخ حافل في مواجهاته مع الإنكليز بدوري الأبطال، والتي تشهد تفوقًا ملحوظًا لصاحب الرقم القياسي في تحقيق اللقب.وواجه ريال مدريد 6 أندية إنكليزية على مدار تاريخه في دوري الأبطال، خلال 25 مباراة كان له النصيب الأكبر فيها (فاز 12، خسر 7، تعادل 6).ويعد قطبا مانشستر أكثر الفرق الإنكليزية مواجهة لريال مدريد في دوري الأبطال، بواقع 6 مواجهات، أما ليفربول، فيأتي في المركز الثاني برصيد 5 مواجهات.وفي مواجهاتهما معاً بدوري الأبطال، فاز ريال مدريد 3 مرات، في حين انتصر ليفربول في مواجهتين فقط.
وفي المباراة الثانية، يُلاحق مانشستر سيتي النرويجي الشاب إرلينغ هالاند مهاجم ضيفه بروسيا دورتموند الألماني، خصمه في ذهاب الدور ربع النهائي ، ساعياً للتعاقد معه، في حين يتحضر السيتي لوداع هدافه التاريخي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو مع نهاية عقده في نهاية الموسم الحالي.
ولكن، قبل أن يتحقّق حلم انتقال هالاند، المولود في مدينة ليدز الإنكليزية، إلى ملعب الاتحاد في الموسم المقبل، سيكون المهاجم النرويجي الخطر الأبرز المحدق برجال المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا.
وفشل متصدر الدوري الانكليزي الممتاز منذ تسلم غوارديولا زمام التدريب في تخطي ربع نهائي المسابقة القارية الأعرق، في الأعوام الأربعة الأخيرة، إلاّ أنه يأمل هذا الموسم في التخلص من هذه اللعنة متسلحاً بفوزه في 26 من مبارياته الـ 27 الأخيرة في مختلف المسابقات، وإبقاء آماله حيّة في إحراز رباعية تاريخية.
وحفر أغويرو اسمه في كتاب تاريخ نادي مدينة مانشستر كأفضل هداف مع 257 هدفا، منها الهدف الخالد، الذي منح ستيي لقبه الأول في الدوري بعد 44 عاماً من العجاف، في موسم 2011-2012. ومنذ ذلك الوقت ، ساهمت أهداف الأرجنتيني الدولي في فوز سيتي بثلاثة ألقاب إضافية في الدوري، مع لقب خامس هذا الموسم على الطريق الذي لم يعد سوى مسألة وقت، حيث يحكم سيتي قبضته على الصدارة مع 74 نقطة متقدما بفارق 14 نقطة عن مطارده المباشر جاره اللدود يونايتد.
وبينما يمرّ أغويرو بفترة صعبة، يعيش العملاق هالاند (1,94 م) على وقع التسجيل مع 49 هدفاً في 50 مباراة لدورتموند، ما وضعه على قمة لائحة اللاعبين المرشحين لخلافة الأرجنتيني في سيتي.
وبات هالاند أسرع لاعب يسجل 20 هدفا في 14 مباراة في دوري الأبطال خاضها بألوان فريقيه السابق ريد بول سالزبورغ والحالي دورتموند، علماً أن البرتغالي كريستيانو رونالدو وصل إلى 20 هدفا بعد 56 مباراة، فيما احتاج الارجنتيني ليونيل ميسي إلى 40 مباراة لتحقيق هذا الإنجاز.
ومع سالزبورغ، بات في خريف 2019 أول لاعب دون 20 عاما يسجل على الأقل هدفا في مبارياته الخمس الأولى في دوري الأبطال، وفي أول مشاركة له في دور المجموعات، سجل 8 مرات في 6 مباريات في موسم 2019-2020، ليصبح ثالث أصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز في المسابقة الأوروبية منذ المهاجمين الإسباني راؤول والإنكليزي واين روني.كما بات هذا الموسم، أول لاعب في التاريخ يسجل 4 ثنائيات تواليا في المسابقة العريقة، لذا على سيتي أن يخشى على نفسه من متصدر ترتيب الهدافين مع 10 أهداف في 6 مباريات بعدما غاب عن مباراتين في دور المجموعات.
وبفضل تألقه داخل منطقة الجزاء، تضاعف سعر النرويجي حيث يطالب دورتموند بـ 180 مليون أورو للتخلي عن هدافه بعدما كان قد تعاقد معه مقابل 20 مليونا (24 مليون دولار) في كانون الثاني 2020.
ويواجه دورتموند بدوره مصيرا مجهولاً ماليا حيث أن خسارته 1-2 أمام أينتراخت فرانكفورت الرابع في المرحلة 27، جمدت رصيده عند 43 نقطة في المركز الخامس متأخراً بفارق 7 عن آخر المراكز المؤهلة إلى مسابقة دوري الابطال، وذلك قبل 7 مراحل من النهاية.