الثورة أون لاين- ترجمة ميساء وسوف:
دافع وزير الخارجية الأمريكي” أنتوني بلينكين” عن خطوة سلفه في الإدارة الأمريكية السابقة “مايك بومبيو”، الذي قام بإعلان وسائل الإعلام الصينية في الولايات المتحدة على أنها بعثات خارجية، وقال لوسائل الإعلام خلال اجتماعه الأخير يوم الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة لم تحظر تلك المنافذ الإعلامية الصينية ولكنها أرادت التأكد من أن “الناس على دراية كاملة بأن ما يقرؤونه تم إنتاجه في الواقع بناء على طلب من الحكومة الصينية “.
كان من بين التحركات الرمزية لسياسة إدارة ترامب تجاه الصين تعيين العديد من وسائل الإعلام الحكومية الصينية كبعثات أجنبية، وتحديدها على أنها وكالات تسيطر عليها بكين، ومع بلوغ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” 100 يوم في مكتبه في البيت الأبيض، استمر وزير خارجيته”بلينكن” في دفاعه عن مثل هذه الخطوة الخاطئة، وعلى الأقل، في المجال الدبلوماسي، لن تتجنب إدارة بايدن التأثيرات والأضرار الكبيرة التي خلفتها الإدارة السابقة على العلاقات الثنائية الصينية الأمريكية.
وشدد” بلينكن” على أن المنافذ الإعلامية الصينية مختلفة عن الغربية، وأنها تستخدم “الدعاية والمعلومات المضللة في الخارج” بغرض “التدخل في الديمقراطية أو تقويضها” حسب زعمه.
إن ما يحاول” بلينكن” نقله لم يختلف أبداً عن سلفه بومبيو، فهو ومن خلال قول ذلك، يهدف إلى زعزعة ثقة الأمريكيين غير المطلعين وغيرهم من الغربيين بوسائل الإعلام الصينية، مما يؤدي إلى تأجيج شعلة السخط ضد الصين، بعد ذلك يمكنه استخدام مظالم الناس كمبررات لدعم مواقف الولايات المتحدة المتشددة تجاه الصين.
إن تقارير وسائل الإعلام الغربية، أو الدعاية الصريحة، حول الصين تفتقر تماماً إلى المعاملة بالمثل، على عكس ما تدّعي دائماً أنها تمتلكه، ونتيجة لذلك يمكن للغربيين أن يقرؤوا فقط عن الصين المشيطنة، إلا أنه بالمقارنة، فإن تغطية وسائل الإعلام الصينية للعالم الغربي أكثر موضوعية، وبالتالي فإن معرفة الصينيين بالغرب هي أكثر بكثير من فهم الغربيين للصين، ولكن ما يزيد الطين بلة هو أن وسائل الإعلام الغربية تعمل بكثافة على توسيع مثل هذه الاختلافات.
أثار وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو ضجة في جميع أنحاء العالم بخطابه لحشد العداء للشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني، في محاولة لتعزيز التعبئة السياسية ضد الصين. كانت هذه المحاولة مكروهة من قبل الشعب الصيني، لكنها لا تزال تعمل بين الغربيين الذين لديهم معرفة ضئيلة ومنحازة تجاه الصين، وإدارة بايدن تريد الاستمرار في هذه السياسة العدائية، ويمكننا أن نرى الاتساق في حرب الدعاية الأمريكية ضد الصين في هذا الصدد، وهي تعكس بدقة استمرار النفاق السياسي لواشنطن.
وقد قال “لي هايدونغ”، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة غلوبال تايمز: “في المناخ السياسي الأمريكي، لطالما كانت الحدود بين الحقيقة والأكاذيب غير واضحة. الأمريكيون لا يستطيعون حتى معرفة ما هو حقيقي وما هو نفاق في أعمالهم الخاصة. كيف يمكنهم التمييز بين الصواب والخطأ في الموضوعات المتعلقة بالصين؟” ، وأشار إلى أن مثل هذا السيناريو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الفوضوي الحالي الذي تعيشه الولايات المتحدة.
نظراً للحاجة إلى الحصول على دعم من داخل الولايات المتحدة والاحتفاظ بالنفوذ في المجتمع الدولي، وعلى الرغم من أن إدارة بايدن قد أعربت عن استعدادها للتعاون مع الصين في بعض المجالات، إلا أنها لا تستطيع الالتفاف على الإجماع الذي تم تشكيله بالفعل بشأن القضايا المتعلقة بالصين، فهذا يعني حتماً أن تكون قاسياً مع الصين.
وأضاف” لي هايدونغ”: إن مثل هذا الإجماع يتجذر بعمق في الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن تعكس إدارة بايدن افتقارها إلى وجهة نظر بناءة فيما يتعلق بالعلاقات الصينية الأمريكية. و”بصفته سياسياً مخضرماً، فإن سياسة بايدن تجاه الصين لن تنحرف عن الإجماع السائد أو توافق الأغلبية من الحزبين، وإلا فإنه سيواجه مشاكل عند مخاطبة ناخبيه، وهو لن يفعل أشياء من شأنها تقويض قاعدته السياسية.”
المصدر: Global Times