الانتخابات الرئاسية بموعدها.. والدعاية الغربية رخيصة ومغرضة

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
لا يختلف اثنان في أن إجراء الاستحقاقات الوطنية في أي دولة من الدول في مواعيدها الدقيقة هو ترجمة حرفية ودقيقة لاحترام السيادة والاستقلال في هذه الدول، وتكريس لاحترام الدستور والأنظمة والقوانين السائدة والمعمول بها، لأن هذه الاستحقاقات حولها إجماع شعبي يرعاه ويصونه الدستور، الذي يشكل بالأصل العقد الاجتماعي الذي تأسست عليه هذه الدولة، ولعل من أهم هذه الاستحقاقات الوطنية هي الانتخابات الرئاسية التي تعد المفصل الرئيس في الحياة السياسية وتداول السلطة في كل بلد.
لهذه الأسباب وغيرها اكتسبت الانتخابات الرئاسية في سورية التي ستجرى في 20 و26 أيار الجاري بعد البت بطلبات الترشيح ومعرفة أسماء المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية العربية السورية أهمية خاصة واستثنائية، وذلك بالنظر لطبيعة الظروف والتحديات التي تمر بها سورية منذ نحو عشر سنوات، واستمرار الحرب العدوانية الإرهابية عليها بأشكال مختلفة، حيث تحاول منظومة الشر والعدوان والإرهاب التدخل بكل شاردة وواردة تهم السوريين، والمس بسيادتهم واستقلال بلدهم ومصادرة قرارهم الوطني المستقل، حيث لم تتوقف الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية ومحاولات التشويش على الحدث منذ أن تم الإعلان عنه لحظة واحدة، في محاولة يائسة لتعطيله وفرض أجندات خارجية تناسب مصالح هذه المنظومة وأطماعها وأوهامها.
ولكن القيادة السياسية في سورية والتي تعكس في الأساس ضمير وإرادة الشعب وتطلعاته وآماله وأمانيه أخذت القرار الحاسم بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وضمن المهل القانونية والدستورية وحسب الأصول، مؤكدة احترامها للدستور والعمل المؤسساتي، غير آبهة بكل الحملات الإعلامية والسياسية الخارجية والدعايات المغرضة التي تستهدف سورية من أجل التأثير في إرادتها وإرادة شعبها من أجل حرفهما عن البوصلة الوطنية، في محاولة يائسة لتعطيل بقية الاستحقاقات القادمة وأهمها تحرير ما تبقى من الأرض من رجس الإرهابيين والمرتزقة، وإجلاء كافة القوات الأجنبية المحتلة وإنهاء الوجود غير الشرعي لها، وإنجاز الحل السياسي الذي يحقق مصالح السوريين جميعا، ومن ثم البدء بإعادة إعمار ما دمرته الحرب وتهيئة كل الظروف الملائمة والمناسبة لعودة النازحين والمهجرين واللاجئين إلى وطنهم وأرضهم وأهلهم.
إصرار الدولة السورية بكل مؤسساتها على إجراء الانتخابات الرئاسية وفق المهل الدستورية يبرهن على احترامها للدستور ورغبتها في إنجاز هذا الاستحقاق وفق الأصول والتقاليد المرعية من التنافس الشريف والنزيه والديمقراطية، وكذلك فتح المجال أمام أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج من أجل الإقبال على صناديق الاقتراع والتعبير عن آرائهم بكل حرية من أجل اختيار الرئيس الذي يعي همومهم ويعيشها ويعبر عن طموحاتهم وآمالهم العريضة.
هذا الإصرار يعكس استقلالية القرار السوري وعدم خضوعه للضغوط الخارجية والتهويل القادم من دول معادية، حيث لا معنى لانتظار نتائج ما يجري في جنيف من اجتماعات للجنة المكلفة بصياغة دستور جديد للبلاد، إذ لا أحد يعلم متى تنجز هذه اللجنة مهماتها والمطلوب منها، بالنظر للتدخلات والاملاءات المستمرة في عملها من قبل الدول المعادية التي تريد تفتيت وإضعاف سورية وتحويلها إلى كانتونات طائفية وعرقية، وبالتالي لا يمكن تأجيل استحقاق مهم كهذا الاستحقاق الوطني، وتشريع البلاد أمام الفوضى والمزيد من التدخلات الخارجية في شؤونها، وكلنا يعلم حجم المهمات والتحديات الوطنية التي تنتظر الرئيس الذي سيختاره الشعب في العشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري.
إن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يحقق المصلحة الوطنية لأنه يكرس السيادة الوطنية وعدم الرضوخ للضغوط الخارجية، ويسهم في تعزيز ثقة الشعب بدستور بلاده واستقلال قراره وإيمانه بالتجربة الديمقراطية التي يخوضها بكل شفافية ونزاهة، وهو ما يساعده على تحقيق قفزات كبيرة في مجال التنمية الشاملة في المرحلة القادمة.
لقد كشفت الكثير من استطلاعات الرأي التي أجريت في الأيام الماضية عن رغبة جماهيرية بالمشاركة الواسعة بالانتخابات، وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل على تأييد جماهيري كبير لخطوة إجراء الانتخابات في موعدها وعدم انتظار الحلول الخارجية التي لن تأتي، لأن الحل في سورية يصنعه السوريون بإرادة سورية حرة، وتحت قيادة وطنية سورية هم من ساهموا باختيارها بحرية ولم تفرض عليهم من الخارج.

 

آخر الأخبار
قرار لدعم صناعة الإسمنت الأسود وتحفيز الاستثمار مبادرة مجتمعية لإنارة شوارع درعا المحامي تمو لـ"الثورة": رفع العقوبات نقطة تحول اقتصادية   عميد كلية الحقوق "لـ"الثورة": العدالة الانتقالية لا يمكن تجاوزها دون محو الآلام ومحاسبة المجرمين روبيو يؤكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب سوريا.. الشيباني: وضعنا بنية تحتية لبناء علاقات استراتيجية... ربط آبار بعد تأهيلها بالشبكة الرئيسية في حماة القمح المستورد أول المستفيدين.. عثمان لـ"الثورة": تراجع الطن 10دولارات بعد رفع العقوبات الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا من تصريح إلى أمل.. السوريون وحق الحياة المسروق طلاب المدينة الجامعية بحلب يشكون ضيق الغرف ورئيس الجامعة: ندرس عدة خيارات القرار السياسي تأخير بترحيل القمامة من بعض شوارع دمشق... والمحافظة: نعمل بكامل الإمكانيات المتاحة وزير الأشغال العامة: رفع العقوبات يسهم في استقطاب استثمارات عربية ودولية الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة.. والاحتلال يضاعف مجازره في غزة عضات الكلاب تتزايد في درعا.. والطعوم  غائبة مشاركون في  مؤتمر العدالة الانتقالية لـ"الثورة": حاجة ملحة للسلم الأهلي وتحتاج للوقت والتشاركية "صحافيون من أجل حقوق الإنسان " في مؤسسة الوحدة استجرار الكهرباء غير المشروع تدفع ثمنه " مياه " درعا وفود سياحية أوروبية تزور آثار بصرى الشام Relief Web : "هيومن رايتس ووتش": رفع العقوبات سيعزز الحقوق والتعافي في سوريا