الثورة أون لاين – ريم صالح:
السوريون أضافوا إلى سجلات إنجازاتهم، نصراً سياسياً آخر، كان مدوياً، وهز أركان منظومة العدوان والإرهاب، فإنجاز الاستحقاق الرئاسي بهذا النجاح الباهر، الذي فرضه الزخم الشعبي الكثيف، دحض كل روايات وأكاذيب الغرب الاستعماري، وكشف زيف إعلامه المضلل، فسورية انتصرت، ومجرد صمودها في وجه أشرس هجمة إرهابية ظلامية، وحفاظها على استقلالها، وسيادتها، وبقائها شيفرة يستحيل فك ألغازها على الخارطة العالمية، كل ذلك يعني انتصارها.
كذلك فإن تماسك السوريين، والتحامهم، واللوحة الفسيفسائية لطوفانهم البشري قبل الانتخابات الرئاسية، ويوم الانتخابات، وأيضاً يوم صدور النتائج، كله يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن إرادة النصر والحياة لدى السوريين، وإيمانهم بسوريتهم، وانتمائهم، وهويتهم الوطنية، واعتزازهم بقيادتهم، وتشبثهم برؤى قائد الوطن، كانت الأقوى، ولذلك فهم انتصروا، وحطموا أوهام كل من قامر، ووضع المفخخات والعراقيل على سكك انتصارهم، كما أن تشبث السوريين بأرض هذا الوطن الأبي، رغم ويلات الحرب، وإجرام الإرهابيين ومشغليهم، يعني انتصارهم.
أيضاً ما قدمه بواسل الجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب كلها من تضحيات ودماء زكية، وما سطروه من ملاحم على دروب الإباء والإيثار، واستعدادهم الدائم والمطلق لتقديم أرواحهم الغالية علينا جميعاً قرباناً لنحيى بعز وشرف وكرامة كانت أكبر دليل على نصر مؤسستنا العسكرية المؤزر، فلا الإرهاب أحبطنا، ولا العقوبات والحصار الجائر هزت معنوياتنا، وإنما على العكس تماماً كلما كان فحيح منظومة العدوان يتعالى، كلما كان تماسكنا وتشبثنا بخيارنا المقاوم في وجه طروحات الواهمين الظلامية وتلاحم ثالوث القائد والجيش والشعب يزداد، ويشع، ويسطع كسطوع الشمس في كبد السماء.
سورية انتصرت رغم أنوف المهزومين، وها هي اليوم تحصد إنجازاتها عملاً في كل الميادين، وقاب قوسين أو أدنى سنرى انعطافة شبه كاملة، وتكويعاً في المواقف لكل من تجرأ في يوم من الأيام على استهداف الدولة السورية، سواء أكان ذلك سياسياً، أم إنسانياً، أم إعلامياً، أم اقتصادياً، أو غير ذلك