الثورة اون لاين – يارا شارل كاملة:
ما شاهده العالم خلال الأيام الماضية كان مذهلاً للجميع، والأهم أنه كان صادماً لأعداء الشعب السوري، لأن ذلك كان كفيلاً بإماطة اللثام عن الحقيقة التي حاول أولئك الغزاة والمحتلون حجبها وتشويهها خلال سنوات الحرب العدوانية.
لقد كانت الصورة واضحة وجلية لتثبت مجدداً إرادة وعزيمة الشعب السوري وإصراره على التحدي وإنجاز واجباته الوطنية تجاه وطنه الذي يستحق الكثير من التضحيات، لقد كانت الصورة واضحة لتكاتف الشعب السوري وتلاحمه ضد كل من راهن على سورية وشعبها, فإرادة الشعب كانت أقوى بكثير من كل الترهات والمؤامرات المحاكة ضده التي لم تستطع الوقوف أمام طموحاته وانتصاراته.
هذا الانتصار كان صادماً لكل أطراف الإرهاب ولكل من توقع الفشل في إنجاز هذا الاستحقاق وكان صفعة قوية لهم قلبت الموازين، لا سيما مشهد السوريين في الخارج الذي أصاب تلك الأطراف بالذهول وأثبت لها فشل مخططاتها الذريع بعد أن حاولت الكثير من الدول المشاركة في العدوان على الشعب السوري منعهم من الإدلاء بأصواتهم من أجل عرقلة عجلة الحياة في الداخل السوري، لكن ذلك لم يمنع السوريين في تلك البلدان من الانتقال للدول المجاورة لأداء واجبهم الوطني حيث كانوا مثالاً للانتماء الوطني، ولعل هذا المشهد لن يمحى من ذاكرة السوريين فحسب، بل من ذاكرة أطراف الإرهاب، وسيبقى مرجعاً رادعاً لهم ولكل مخططاتهم لأمد طويل.
السوريون اليوم قيادة وشعباً انطلقوا لتجسيد انتصاراتهم التي ستبقى كابوساً للكثير من اللاهثين وراء زعزعة أمنهم واستقلالهم والتدخل بقراراتهم والعبث بمستقبلهم الذي سيسعون بتلاحمهم وتكاتفهم لبنائه والنهوض بوطنهم نحو الأفضل، واستكمال مسيرة تحرير وتطهير الوطن من الإرهابيين وإعادة الحياة لكل ما دمره الإرهاب.
بعد هذا النصر ستكون المرحلة القادمة هي الأصعب لأن المواجهة مع أعداء الشعب السوري سوف تكون أصعب، خاصة بعد أن تلقوا هزيمة جديدة لم يكونوا يتوقعونها في بلد عصي على محاولاتهم، بلد رفض التنازل عن أي حق من حقوقه، بلد لم يرضخ لكل الضغوطات الكبيرة طيلة العقود الماضية من أجل أن يكون مطية ومسرحاً لمشاريعهم ومخططاتهم الاستعمارية والاحتلالية.
لقد سطر السوريون بإرادتهم وصمودهم دروساً في الانتماء والوفاء لمسيرة أبطال ترفع لهم القبعات, فانتصارهم هو وسام على صدر كل حر وشريف ومقاوم.