الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
إذا قلتُ الشهداء، قصدتُ كلّ من أوقدَ فكره وحرفه ودمه ليضيء وطنه، ويسلّط الحبّ على مكانته وقيمَته وقيمه.. كلّ من تسلّح بموقفهِ النضاليّ وشجاعته، ليواجه الناظرين حقداً وطمعاً وشرّاً، استهدف أرضه وكرامتها، التي هي كرامته.
كلّ الكلماتِ لا تفي هؤلاء الوصف.. وصف ما كان شهداء السادس من أيار قد تعرّضوا له، بأمرِ سلطان الإجرام، ووصفِ فظاعة القتل والمجازر التي ارتكبها من تلاهم من مستعمرين وخونة وتكفيريين، اقترفوا بحقّ أبنائنا، كلّ أنواع القتل الحرام.
أيضاً، وصف الصمود الذي تمسّكوا به، رغم الألم الذي أخضعوه بصبرٍ خلّدهم في الحياة والضمائر والتاريخ، حتى بعد إعدامهم، بل والشرف الذي أورثوه، لمن ارتقوا مثلهم..
أُعدموا بفرمانٍ أصدره السفّاح العثماني.. بعدها، بأسلحة العار التي لطّخت تاريخ المستعمر الفرنسي، ومن ثمَّ الضبع الصهيوني.. أيضاً، بهمجيّة ووحشيّة من أراقوا دماء أبناء سوريتنا، على مرّ مقاومتها ورفعتها…
تعجزُ كلّ الكلماتِ والقصائد والفنون، عن تجسيدِ حكاياهم البطولية، وعن وصفِ المواكب التي شيّعتهم نوراً، سيبقى يضيء سماءَ وطنهم سوريّة..
شهداء الماضي، هم شهداء الحاضر، وقد كتبوا بالدمِ الشريف، نصراً أذلُّوا به العدوّ والحاقد والمتآمر والغادر..
أراقوا دماءَ شهدائنا، فارتقوا قديسين في سمائنا.. اكفهرّتْ وجوه المجرمين وأسيادهم، والخونة المتاجرين حتى بأعراضهم، فقد انبثقت من الدّم الشهيد حياة، تحييه من جديد.
تُخمدُ الآلام، ولا تُخمدُ فينا ذكراهم.. تطمئنُّ القلوب، ولا يطمئنُ قلبُ الوطن، إلا بعناق ترابه لهم. هم أوسمته، ترصّع جبينَ مجده فيزهو، هم نبضُ الحياة فيه، تسري وتشعل مفرداتنا، فتتّقد وتعلو…
يعلو صوت الحقّ مدوّياً، في وصف مآثرهم ومكانتهم المرفوعة بالإباء، فهل من قولٍ بعد قول الحقّ، الصّادق والمصادقُ عليه، بدماءِ الشهداء.
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء4-5-2021
رقم العدد :1044