بغية تعزيز الشفافية المؤسساتية ودور المواطن في المشروع الوطني للإصلاح الإداري أطلقت الحكومة منبراً يتيح للمواطن المشاركة في تقييم وإبداء رأيه في أداء الجهات العامة من خلال منصة الكترونية تفاعلية تحوي مجموعة من التطبيقات تحت مسمى “صلة وصل”، بحيث يمكن لأي مواطن الوصول إليه بوساطة الكمبيوتر الشخصي أو المحمول أو الهاتف الخلوي وهو بذلك مفتوح لجميع المواطنين، لكي يسهموا مساهمةً فعّالةً في عملية الإصلاح وكشف الأخطاء والتجاوزات ومعالجتها وتصويبها.
فالتطبيق الأول (سوا) المعني بمكافحة الفساد يتيح للمواطن الإشارة إلى مواطن الخلل والفساد ونقلها للجهة المعنية لتتم معالجتها خلال زمن محدد، على أن تقوم الجهة العامة بمتابعة معالجتها للشكوى في مدة أقصاها / 25/ يوماً، وبناء عليه يتم احتساب نقاط للجهات بحسب المدة التي تستغرقها في معالجة الشكوى. أما التطبيق الثاني (رضا المواطن)، فيعتبر أداة لكشف مدى رضا المواطن عن جودة الخدمات، ويهتم التطبيق الثالث (رضا الموظف) بقياس مدى رضا العاملين عن ظروف عملهم، أما الرابع (معاً لثبوتيات أقل) فيسهم في التخفيف من حركة دوران الثبوتيات وتحسين الخدمات، والخامس (معاً.. للتبسيط) فيشير إلى الخدمات ذات الإجراءات المعقدة وغير الواضحة بالنسبة له.
ورغم أن التشغيل الأولي لخدمات المنبر بدأ قبل حوالي سنتين ونصف يبدو أن خدماته لا تزال محصورة حتى اليوم في أربع وزارات فقط وهي وزارة الأشغال العامة والإسكان، الإدارة المحلية والبيئة، المالية، التنمية الإدارية، ورغم الأهمية الكبيرة لهذا المنبر في تحقيق أهداف الحكومة في معالجة مشكلات المواطنين، وتبسيط الإجراءات، وتحسين الخدمات، والإشارة إلى مواطن الخلل والفساد وإصلاحها خصوصاً في هذه المرحلة من إعادة الإعمار، فيبدو أن انتشاره ما زال محدوداً بين المواطنين وهو ما يحد من التفاعل الإيجابي معه وبالتالي تحقيق أهداف المنبر وتوظيف مخرجاته في إحداث الإصلاح الإداري المطلوب!.
لا شك أن توسيع خدمات المنبر لتشمل كافة الجهات الحكومية، وتوسيع قاعدة التعريف به، وانتشاره بين المواطنين ستسرع في عملية الإصلاح الإداري من خلال وضع الجهات الحكومية على المحك في معالجة المشكلات ومواطن الخلل وتحسين الخدمات بالسرعة القصوى من ناحية، كما أنه سيرفع مؤشر الثقة في الجهات الحكومية لدى المواطن من خلال الاهتمام برفع المعاناة عنه والأخذ بآرائه ومقترحاته في إحداث التغيير.
حديث الناس-هنادة سمير