يحتفل السوريون هذه الأيام بأعياد مباركة، كعيد الفصح المجيد وشهر رمضان المبارك وعيد العمال وعيد الشهداء، وثمة صلوات وشموع تضاء في سماء الوطن احتفاء بصمود سورية الأبية.
لاشك أن هذا الشهر يعبق بعطر القداسة والفخر والنصر، فهو يزهو بتعاضد السوريين وتكاتفهم وشعورهم بالفخر والكبرياء، فللصمود والثبات المعمّد بالدم نكهة لا يعرفها إلا الذي قطف عبير النصر لينثره ألقاً فوق تراب هذا الوطن.
نعم .. السوريون يمسحون عن روحهم أعشاب الحزن مؤمنين بمواصلة المسيرة رغم الأحداث الدامية التي تعرضوا لها، وبعد أن قدموا أغلى ما يملكون في سبيل كرامة الوطن وعزته وشرفه، فها هم يستعدون للمشاركة في الاستحقاق الدستوري الوطني، هذا الحراك الذي هو بحدّ ذاته إنجاز كبير يواصل صعوداً ويزداد اتساعاً ليشكل نقلة نوعية تليق بسورية الذاهبة إلى غدها المشرق، وتتناسب مع إنجازات الجيش العربي السوري وانتصاراته الأسطورية على امتداد الوطن برمته.
هذه هي سورية الأم، الحضارة، الفكر، الديمقراطية، تقاوم إرادة الموت لمدة عشر سنوات ونيف وتدافع ليس عن نفسها بل عن العرب جميعاً، تمضي لتؤكد للعالم أن مَن تآمر وخطط لحرفها عن مسارها الوطني كان خاسراً، فالإرادة الوطنية في هذا الوطن متجذرة ومترسخة، وما من قوة في الأرض قادرة على كسرها.
أيام قليلة وسيرفع أبناء الوطن رايات النصر عالية، وسيمارسون حقهم الوطني والسياسي وواجبهم، فسورية بهم تزداد ألقاً وبهاء وعزيمة وإرادة إثر إرادة في مقارعة أعداء سورية أياً كانوا وأياً كانت أدواتهم، لأن سورية كانت ولا تزال المجد والشموخ في الماضي والحاضر والمستقبل.
رؤية- عمار النعمة