إذا سلمنا “جدلاً” أن الإدارة وحسن اختيارها تقتضي شيئاً من التأني والموضوعية وتوسيع فرجار الرؤية الممزوحة بالحكمة في الانتقاء..
هذا بالتأكيد يوصلنا إلى الاعتقاد بوجوب اختيار أشخاص أكفاء إدارياً وأخلاقياً مع ضرورة الخبرة والغيرة الوطنية.
أما أن نعتمد على التجريب… والضرب “بالمندل” وما يتضمنه من أخطار ربما تصل إلى “العمق” ونتائجه كارثية، سواء على الشخص “المجرب” أو على الإدارة، وبالتالي على الأداء المؤسساتي بشكل عام، والذي عانى ما عاناه من سوء اختيار الإدارات بناء على مصلحة شخصية أو محسوبية….!!.
كثيرا ما نسمع مصطلح “آدمي” و “فقير” لبعض الأشخاص المنتقين للإدارة…
صحيح… هناك الكثير…. هؤلاء نصاهرهم… نسهر معهم.. نصادقهم… ولكن لا نضعهم في موقع المسؤولية.
نحن نبصم “بالعشرة” إذا توافرت صفات الإدارة الرشيدة في شخصية هؤلاء فإننا نصل إلى مرحلة المثالية بالاختيار…. إدارة عاقلة.. خبيرة… أخلاقية…
هنا تتحقق القيمة المضافة….
أما أن نختار مثل هؤلاء بغض النظر عن الكفاءة والخبرة فإننا سنصل إلى مرحلة “المقتل” سواء للشخص المختار لهذا المنصب أو ذاك من خلال “حرقه” ووضعه في مكان غير مكانه، وبالتالي سيكون الفشل حليفه على المستوى الشخصي وكذلك على مستوى الادارة، وهنا تكون الخسارة “مركبة”…
أما إذا كان ولا بد من إرضاء هؤلاء كرمى بعض المحسوبيات فلا بأس من وضعهم في مكان استشاري أو اكاديمي… المهم ألا نضعهم في مواقع اتخاذ القرار….
سورية ولادة ولديها من الكفاءات الخبيرة ما يكفي للنهوض بها “كفانا تجريباً” فقد وصلنا إلى مرحلة “تنفيخ اللبن”.
سورية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى عوامل نهوض.. ونعتقد أن العمل المؤسساتي والإدارة الرشيدة من أهم مقوماتها.. تحتاج إلى كوادر إدارية قوية تستطيع مسك زمام المبادرة وتحقق قيمة مضافة على مستوى إدارة الأزمة باحترافية ومسؤولية وعقل بعيداً عن الارتجال والتجريب…
الأمثلة كثيرة هنا عن إدارات فشلت وأدت إلى كوارث حقيقية على مستوى الاقتصاد وهدر المال العام… ولأننا نرى نصف الكأس الممتلىء نعترف بأن هناك رجالات دولة نجحت وأبدعت.
لن نخوض بتفاصيل إبعاد هؤلاء… حتى لا نصل إلى مرحلة التشاؤم الكلي..
نحن على عتبة مرحلة تقتضي الحس العالي بالمسؤولية الوطنية.. والعمل بعقلانية وحكمة بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة.
على الملأ- شعبان أحمد