الثورة أون لاين – نهى علي:
وضعت وزارة الاتصالات والتقانة مسودة متكاملة لخطة التحول الرقمي في سورية، والتي تضمّ جملة من الاستراتيجيات المترابطة مع بعضها في سياق تكاملي، وتعمل حالياً مع مختلف الجهات الرسمية لإرساء تطبيقات عملية لهذه الاستراتيجيات والخطط بما أن الأهم هو التنفيذ وليس مجرد رسم السياسات والبرامج على الورق، والوصول إلى تذليل العقبات بالأفكار الخلاقة والمبدعة، وتعزيز روح الابتكار والإبداع.
واعتبرت مصادر الوزارة أن عملية التحول الرقمي التي تنطلق حالياً في سورية، بحاجة إلى مواكبة شاملة وواسعة من الجهات الحكومية لتعزيز الانتقال الثقافي والمعرفي والتقني، والتشاركية وغيرها، فضلاً عن أهمية أن يكون المسؤول عن التحول الرقمي في الجهات الحكومية صاحب صلاحية واسعة، ويستطيع اتخاذ القرارات أو معظمها على الأقل، تسهيلاً للعمل، وهذا هو السبب المباشر لما تم الإعلان عنه بخصوص العمل مع الشركاء على استحداث درجة وظيفية رفيعة في الجهات الحكومية، معنية بشؤون التحول الرقمي في كل جهة.
ورجّحت المصادر أن يكون المسمى المرجح لمن سيتولّى هذه المهمة هو معاون وزير، أو أي تسمية أخرى، غير أنه من المهمّ أن يكون مدعماً بالصلاحيات المناسبة، وقادراً على اتخاذ القرارات، لأن التحول الرقمي يتطلّب تفعيل البيانات المفتوحة وربما نوعاً جديداً من البيانات مع كل خدمة جديدة، ما يتطلب وجود صاحب قرار قادر على تنفيذ الإجراء وعلى اطلاع كامل بخصوصية البيانات أيضاً.
إذ من الممكن أن يكون جزءاً من القيادات المؤسسية غير ملمّ تماماً بأسس التحول الرقمي، وبالتالي يعيق إجراءات التحول بشكل غير مقصود، فضلاً عن أهمية التفرغ للتحول الرقمي الذي يحتاج وقتاً وجهداً واسعاً في بدايته، حتى تحقيق القبول الواسع لهذا التحول، وتصبح البيئة شريكاً إيجابياً في العمل لإنجاز هذا التحول، ولذلك يتمّ العمل على استحداث منصب متفرغ للتحول الرقمي.
ولفتت الوزارة إلى أن تنفيذ التحول الرقمي بحاجة إلى فرق عمل، وليس فريقاً واحداً، بحيث يعمل كل فريق على تنفيذ استراتيجية من استراتيجيات التحول الرقمي، ويعتبر المعنيون فيها أن عملية التحول الرقمي تشمل البعد الثقافي والاجتماعي والمادي والتقني.. وغيرها، ولا يمكن إغفال أي جانب من تلك الجوانب في إدارة هذا التحول بشكل سليم ومتكامل.
وكان وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب، بيّن أن التحول الرقمي في سورية بات قراراً وليس خياراً، لأن الواقع صعب وهناك حصار تكنولوجي على سورية إلى جانب الحصار الاقتصادي الخانق، لذا علينا أن نعمل وألا نقف مكتوفي الأيدي، فالعالم متغير ومقبل على التحول الرقمي فإما أن نركب القطار ونكون جزءاً من هذا التحول، أو نعود إلى العصور الحجرية القديمة وهذا ليس في قاموسنا السوري، فنحن في سورية متفائلون بأن المستقبل والقادم أفضل رغم المعاناة والحصار الذي نعاني منه.