الثورة :
حذّر الإعلامي السوري فيصل القاسم من خطورة التحريض الإعلامي والانجرار وراء خطابات التأجيج التي تُغذي الصراعات الداخلية في سوريا، مشدداً على أن من يحرّض السوريين على بعضهم، عن قصد أو غير قصد، يخدم مشاريع خارجية تسعى لتفتيت البلاد وضرب وحدتها الوطنية.
وقال القاسم في منشور له على موقع “فيسبوك” إن بثّ الكراهية والفتنة بين أبناء الشعب السوري لن يؤدي إلى انتصار طرف على آخر، بل إلى انهيار جماعي. وأضاف: “حين نطلق النار على بعضنا، كأنما نطلقها على أنفسنا… فلا تكونوا وقوداً لنيران الغير ولا أدوات في أيدي المتربصين ببلدنا”.
وكشف القاسم أنه وجّه نداءً غير معلن إلى جهات سياسية وإعلامية رفيعة المستوى، داعياً فيه إلى وقف حملات الشيطنة الإعلامية، ووجد تجاوباً سريعاً دفع باتجاه خطاب أكثر هدوءاً ومسؤولية، وأكد أن المرحلة الحالية تقتضي توحيد الصفوف ودفن أدوات التحريض، والعمل على تضميد الجراح بدل إذكاء النيران.
أشار القاسم إلى أن الأوضاع تتجه نحو الانفراج، مؤكداً عودة النازحين إلى منازلهم قريباً، بالتزامن مع وعود بمحاسبة المتورطين وتعويض المتضررين، داعياً إلى التعافي الجماعي بدل الانتقام، ومشدّداً على أن السوريين “في مركب واحد”، وأي شرارة جديدة قد تجر الجميع إلى الهاوية.
في ظل تصاعد التوترات، دعا القاسم جميع الأطراف إلى التزام ضبط النفس، ووقف التحليلات المتشنجة، وتجميد البيانات والتصريحات التي تزيد من اشتعال الأزمة، مؤكداً أن اللحظة تتطلب التهدئة وحقن الدماء لا تسجيل المواقف.
تزامناً مع موجة الغضب التي أثارتها المقاطع المصوّرة لعمليات إعدام ميدانية نُفذت في السويداء، والتي يُشتبه بضلوع عناصر من ميليشيات محلية بها، شدّد القاسم على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم أيّاً كانوا، داعياً إلى عدم التستر على أي طرف مهما كانت انتماءاته.
من جهته، كان نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، صحة المزاعم حول وجود إعدامات جماعية بحق أسرى تابعين للنظام السابق، معتبراً أن نشر مثل هذه الأخبار يهدف إلى زعزعة الأمن وتقويض جهود المصالحة، وأكد البابا أن عمليات إجلاء العائلات من السويداء تمت لأسباب إنسانية طارئة، مشيراً إلى قرب عودتهم بعد استتباب الأمن.
اختتم القاسم بدعوة صريحة إلى السوريين: “دعونا نقف معاً أمام محاولات زرع الفتنة، لا نسمح بأن نكون أدوات في معارك لا تخدم إلا أعداء سوريا. كفى دماً، كفى انقساماً، آن الأوان لإعادة بناء وطننا، على أسس من المحبة لا البغضاء، ومن العقل لا الانفعال”.