الثورة :
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده ترفض بشكل قاطع استمرار وجود التشكيلات العسكرية التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تحت أي غطاء سياسي، مشدداً على ضرورة تنفيذ اتفاق الدمج مع الحكومة السورية دون شروط مسبقة، وبما يضمن نزع سلاحها الكامل.
وفي مقابلة متلفزة، أشار فيدان إلى أن “رفض قسد الالتزام بالاتفاق الموقع مع دمشق أمر لا يمكن التساهل معه”، مضيفاً أن “أي محاولة للالتفاف على الاتفاقات أو فرض وقائع مسلحة على الأرض ستُقابل برفض حازم”. وشدد على أن “سوريا لن تعرف الاستقرار طالما استمر وجود جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة”.
وحذّر الوزير التركي من التحركات المشبوهة التي أعقبت الأحداث الأخيرة في السويداء، مؤكداً أن بعض الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل، تحاول توظيف الفوضى لفرض مشاريع تقسيمية. وقال: “رصدنا نشاطاً في شمال وشرق وجنوب سوريا يحمل مؤشرات على نوايا خبيثة لتفكيك البلاد”، مؤكداً أن “تركيا أطلقت تحذيرات واضحة، لأن الحفاظ على وحدة سوريا يصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة”.
في السياق، نوّه فيدان بتصريحات السفير الأميركي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، التي دعا فيها إلى تسريع تنفيذ الاتفاق بين دمشق و”قسد”. ورأى في تلك التصريحات “موقفاً واقعياً ينسجم مع الجهود الإقليمية والدولية لدعم مسار سياسي شامل”، مضيفاً أن تركيا، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تزال تساند مسار الحل السلمي في سوريا.
وأشار فيدان إلى أن “تركيا لا تملك أجندات خفية في سوريا”، مؤكداً أن هدفها الوحيد هو ضمان السلام الدائم في المنطقة، مضيفاً: “لا نسمح بأي تهديد مسلح يطال أراضينا أو يهدد وحدة سوريا، وكل تشكيل عسكري خارج مؤسسات الدولة هو خطر لا بد من معالجته جذرياً”.
وفي ختام تصريحاته، شدد الوزير التركي على أن العودة إلى دوامة الصراع والتهديدات الإرهابية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية “أمر غير مقبول”، داعياً إلى حشد الجهود لطيّ صفحة الفوضى وبدء مرحلة من الأمن والاستقرار تحترم سيادة الدول ووحدة أراضيها.