يفتح المرء عينيه صباحاً متأملاً خبراً جميلاً يشرق مع شمسه كما يوم سماع القرار المبرم من المحكمة الدستورية العليا لقبول ثلاثة مرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية وفق دستورها الناظم.. ديمقراطية ألقة متقدمة.
تبدأ صورة الديمقراطية السورية الوطنية، تتصدر الخبر الأول في وسائل الإعلام المحلية ومختلفة المصادر، فالعالم يرقب سورية المنتصرة التي تمارس حياتها المدنية بفيض من البهاء لنصر قاربت صورته من الاكتمال، يرسمها جيشه المغوار.
يفاجئ صباحك اعتداء من الصهاينة المحتلين لفلسطين العربية على حيين مقدسيين باب العمود والشيخ جراح، من أجبرت قوات الاحتلال أُسراً فلسطينية هجرتها من مناطق مختلفة لتقطن في حي الجراح، والآن تحاول تهجيرهم وإدخال مستوطنين صهاينة بدلاً عنهم، ما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين أراد جيش الاحتلال إلهاءهم بضربه لغزة، على أنها ضربة تأديبية للفلسطينيين محدثاً آلاماً من مشاهد تراجيدية.
انقلب السحر على الساحر ثارت غزة هاشم وثار الفلسطينيون الذين ما فتئ العالم يدعوهم بعرب الداخل، وأمطرت غزة الداخل الفلسطيني المحتل بصواريخ صنعتها محلياً، ويضرب الصهاينة غزة وأهلها بصواريخ أثمانها ألوف مؤلفة من الدولارات.
وتوالت أيام المعركة الفلسطينية مع المحتل الصهيوني، وتصدرت الخبر الأول في معظم الإعلام العالمي، لكن حسابات الصهاينة جاءت عكس توقعاتهم، تنادى أحرار العالم جميعاً للتضامن مع الفلسطينيين؛ الذين دمرت صواريخ بني صهيون بيوتهم على رؤوس ساكنيها وكثرت أعداد الضحايا من الأطفال والنساء.
استفزت أفعال بني صهيون مشاعر العالم، غصت شوارع الكثير من الدول العربية والغربية بأصوات تنادي بمعاقبة الصهاينة العنصريين، وسقط قناع الديمقراطية وتبدّى من خلفِه قباحة وجه صهيون العنصري، وبشاعة سياسته مع الفلسطينيين.
تلاشى مع معارك الحرية التي يخوضها الفلسطينيون، حلم الصهاينة عند احتلالهم الأرض أن كبار السن من أهل فلسطين سيموتون، وشبابهم سيقتل بيد الغزاة المحتلين، وأطفالهم سينسون مع الزمن، إلا أن حساباتهم تلاشت مع ريح الشتاء.
انتفاضة اليوم معركة حقيقية بين صاحب حق ولص، الأطفال والشباب والشيوخ جنباً إلى جنب في ساحات المواجهة، ورغم التضليل المرعب الذي وظفت له كل تقنيات السوشيال ميديا، ورغم البروباغندا الصارخة إلا أن قتامة المشهد طغت.
صور الدمار والخراب وانتشال جثث الأطفال من تحت الأنقاض مع أسرهم التي قضت تحت القصف فضحت همجية المحتل البغيض، وأصوات الأحرار وأصحاب الضمائر الحية وضعت الكيان في مكانه الصحيح، وأردفته بما يستحق من نعوت.
تعود السوريون على امتلاك الحسنيين، ففي السنوات العجاف الماضية، امتلكوا ناصية النصر، وناصية الثبات والرسوخ في الأرض، واليوم يواكبون ما يحدث في الأرض المحتلة، رغم مضيهم في الاستعداد سيادياً لممارسة الديمقراطية الوطنية.
إن استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية مكفول بقوة الدستور، والشعب السوري لا يسمح لأحد كائناً من كان المساس بسيادته، أو استلاب حريته.. وسيبهر العالم بما يمارسه كما أسقط ادعاءاتهم عام 2014 في ذات الاستحقاق.
السوريون صناع حضارة وأمثولة في النضال وعشق السيادة، وبوصلتهم التي لا حياد عنها تحرير فلسطين، وحقوق أهلها، والمقاومة نهج وممارسة، ونسغها حرية لا تفريط فيها، فهم يحضنون علم فلسطين وعلم الجمهورية العربية السورية توءمان.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش