السوريون يسيرون بخطا ثابتة نحو إنجاز استحقاقهم الرئاسي، غير آبهين بحملات التجييش والتصعيد التي تنتهجها الدول الداعمة للإرهاب، وأجواء التجمعات والفعاليات الوطنية التي تشهدها مختلف المحافظات والمناطق تأييداً للاستحقاق تعكس مدى إيمان السوريين بوطنهم، ومدى إصرارهم على مواصلة الدفاع عنه، للحفاظ على قرارهم السيادي الحر الذي استمدوه من تضحيات جيشهم الباسل وانتصاراته المتلاحقة على الإرهاب وقوى العدوان، تلك الانتصارات التي جعلت النيل من سورية وثوابتها الوطنية والقومية ضرباً من المستحيل، وهذه الحقيقة باتت الدول المعادية تدركها جيداً، بعدما فشل مشروعها التخريبي بكل عناوينه العسكرية والسياسية والاقتصادية، رغم حجم الاستهداف الذي سخرت له كل إمكانياتها للنيل من سورية وشعبها.
على امتداد مساحة الوطن، تتحول الفعاليات الشعبية إلى أعراس وطنية تجسد حماسة السوريين الغيورين على مصلحة بلدهم، وتعطي صورة مسبقة لما سيكون عليه حال الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري لاختيار مرشحهم لمنصب الرئاسة، لإدراكهم بمدى أهمية هذه الانتخابات كجزء من المعركة الشاملة التي يخوضونها في مواجهة قوى الإرهاب العالمي، والانتصار بهذه المعركة سيكون استكمالاً لانتصارات جيشنا الباسل في الميدان، ولا بد أن تتوج هذه الانتصارات بالقضاء على ما تبقى من فلول الإرهاب، ودحر قوات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما، تمهيداً لتحرير الجولان المحتل من براثن الإرهاب الصهيوني.
منذ بداية الحرب الإرهابية أدرك السوريون بوعيهم أبعاد المؤامرة، والمخططات العدوانية التي تستهدف وجودهم وهويتهم ومشروعهم الحضاري، فكان واضحاً أن أقطاب منظومة العدوان كانوا يهدفون لتدمير سورية وإضعافها للاستيلاء على السلطة فيها، وتسليمها لمجموعة من الخونة والعملاء ممن يأتمرون من البيت الأبيض، ودوائر الاستخبارات الصهيونية والغربية والتركية، ولكن الجيش العربي السوري حطم أدواتهم الإرهابية في الميدان، ولم يبق أمامهم سوى المراهنة على ترهيب السوريين عبر سياسة الحصار والتجويع، وأسلوب الضغط والابتزاز لمنعهم من المشاركة في صنع قرارهم السيادي، ولهاثهم المحموم لمحاولة تعطيل أهم استحقاق ديمقراطي، يعكس خوفهم من صناديق الاقتراع، لأن خيارات الشعب السوري ستصيب مخططاتهم في مقتل، فهي ستقوض كل حوامل مشروعهم الاستعماري المعد للمنطقة كلها، وهذا ما تفسره حالة التخبط والإرباك التي تترجمها إجراءات بعض الدول بمنع السماح للسوريين المقيمين على أراضيها من المشاركة في هذا الاستحقاق.
خيمات الوطن التي يقيمها السوريون في محافظاتهم ومدنهم وقراهم دعماً وتأييداً للاستحقاق الرئاسي، تثبت أن الشعب السوري غير معني بقبول أقطاب منظومة الإرهاب والعدوان لعملية إجراء الانتخابات من عدمه، فهو صاحب الحق الوحيد برسم معالم مستقبله كما يريد هو، وهذا الحراك الشعبي الفاعل لإنجاح الاستحقاق، يعطي الانتخابات مشروعيتها الكاملة، فهي بالنهاية ستجري ضمن معايير الحرية والديمقراطية الحقيقية التي علَم السوري أبجدياتها للعالم قبل سبعة آلاف عام، وليس وفق مقاييس ومعايير الغرب الاستعماري، الذي يتخذ منها ستاراً لتنفيذ مآربه العدوانية بحق الشعب السوري، وغيره من الشعوب الحرة في العالم.
البقعة الساخنة – ناصر منذر