الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل هناك من لا يذكر يوم الـ 25 من أيار عام 2000، وماذا يعني هذا التاريخ بالضبط، وماذا حدث فيه؟، من المؤكد أن هذا التاريخ كان، ولا يزال، وسيبقى حاضراً في ذاكرتنا وأذهاننا جميعاً، كيف لا وهو يوم نصر المقاومة الوطنية اللبنانية المزلزل على العدو الإسرائيلي الغاشم، كيف لا وهو يوم ارتد فيه كيد المحتل الصهيوني إلى نحره، وخرج صاغراً مهزوماً يجر ذيول الخزي والعار من جنوب لبنان.
في 25 أيار 2000، صور لا تغيب من الأذهان والعقول، فأكذوبة الجيش الذي لا يقهر قد ولت بلا رجعة، وها هو ومنذ ذاك التاريخ إلى يومنا هذا قد بدا للعالم أجمع بأنه أوهن من بيت العنكبوت، وبأن لا خبز له أمام أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية مهما فعل، ودس، ونصب من أفخاخ، فالهزيمة المدوية كانت وستبقى قدره الحتمي، ففي مثل هذا اليوم شهد العالم أجمع كيف استطاعت المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة وبإمكانياتها البسيطة وإيمانها العميق بحق الدفاع عن أرضها وشعبها إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانهيار والانسحاب من أرض جنوب لبنان رغما عنها، بلا قيد أو شرط، معلنة أن عهداً جديداً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني قد بدأ يحمل ثقافة الانتصار ولا مكان فيه للهزيمة.
21 عاماً مرت على ذكرى عيد المقاومة، تغيرت معادلات، وصيغ، وتبلورت مفاهيم جديدة، وطفت على السطح مسميات وعناوين مرحلية، ولكن الثابت لنا جميعاً أن نهج المقاومة كان وحده الخيار الأنسب والأمثل لاسترجاع الحقوق المغتصبة، وإعادتها إلى أصحابها، فالانتصار الذي صنعته المقاومة الوطنية اللبنانية أكد من جديد أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق والأراضي المغتصبة التي لم تنفع لاسترجاعها كل قرارات الأمم المتحدة التي بقيت معلقة في الأدراج الأممية.
سورية كانت الشريك الأساسي في انتصار أيار، وقد أكد على ذلك السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في الكثير من خطاباته، فسورية قامت بحماية المقاومة من المؤامرات الداخلية والخارجية، وضحت بالكثير وصمدت في وجه تهديدات وضغوطات أميركا ومن لف لفيفها والذين أرادوا منها أن تسلمهم رأس المقاومة مقابل مغانم وقتية، ولكنها رفضت وما زالت بموقفها الثابت والداعم للمقاومة، وهي ما زالت تدفع أثماناً باهظة بسبب موقفها الصلب، ولعل ما تعانيه اليوم من مؤامرة تستهدف دورها الداعم للمقاومة يكشف حجم الخطر الذي باتت تشكله تلك المقاومة على أجندات قوى الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني في المنطقة.
اللافت أن عيد المقاومة والتحرير في لبنان هذا العام يتزامن مع مرحلة مفصلية في تاريخ المواجهة مع العدو الصهيوني، فالمقاومة ليست محصورة بأبطال المقاومة اللبنانية، وإنما أيضاً امتدت إلى الساحة الفلسطينية، لتصيب الصهاينة في مقتل وتؤكد عجزهم المطلق وإفلاس قبتهم الكرتونية عن حمايتهم، وما حدث خلال الأيام الماضية وما شاهدناه كلنا على شاشات التلفزة والفضائيات هو خير مثال على ما نقوله.
21 عاماً مضت لتبقى المقاومة هي قدر المقاومين اللبنانيين، والفلسطينيين، والسوريين لمواجهة قوى الاستكبار العالمي، وسبيلهم الوحيد للحفاظ على سيادتهم، وقرارهم الوطني المستقل، وتحرير أراضيهم السليبة.
21 عاماً مضت لم ننساها، وكذلك لن ينساها العدو الصهيوني، فدروس أيار كثيرة، وعبره أكبر فهل أدركها المحتل الصهيوني؟، أم أنه لم يتعظ من هزائمه بعد، وسيعيد رهاناته الخاسرة مرة أخرى لتلقى نفس المصير الانهزامي من جديد؟.