في عيدها.. المقاومة ومحورها أكثر قوة وحضوراً

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

يحتفل جمهور المقاومة في لبنان ومحبوها ومؤيدوها وأنصارها في الوطن العربي والعالم هذه الأيام بالذكرى الحادية والعشرين لعيد المقاومة والتحرير، لتستعيد الذاكرة العربية ألق وأمجاد هذا اليوم الأغر في التاريخ العربي الحديث، حيث استطاع صناديد المقاومة اللبنانية الأبطال المسلحون بالإرادة والإيمان بالنصر وحب الاستشهاد، إلحاق هزيمة مذلة بالكيان الصهيوني ودحر جيشه ـ الذي يروج له بأنه لا يقهر – إلى خارج حدود لبنان بعد ثمانية عشر عاماً من الاحتلال والإرهاب والهمجية والمجازر الإسرائيلية المروعة بحق اللبنانيين والفلسطينيين.
فمنذ اليوم الأول لانطلاق المقاومة في لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي البغيض، كانت سورية قيادة وشعباً وجيشاً إلى جانبها، فآزرتها ودعمتها واحتضنتها في أحلك الظروف وأعقدها، وقدمت لها كل ما تحتاجه على كل الأصعدة، وتحملت معها مختلف الصعاب والتحديات والمخاطر، إيماناً منها بأن المقاومة الشعبية هي الطريق الأصوب لتحرير الأرض واستعادة الحقوق وخاصة عندما تتكالب قوى الشر والعدوان على الشعوب، ويتخاذل المجتمع الدولي عن نصرتها وحمايتها، وتختل موازين القوى العسكرية لصالح المعتدي، ويتواطأ العرب -أصحاب القضية- ويتخلون عن مسؤولياتهم القومية، وهذا ما تحقق فعلياً في نهاية المطاف، حيث استطاعت المقاومة تحرير معظم الأراضي اللبنانية المحتلة، وتحولت إلى قوة ردع حقيقية في وجه “إسرائيل” تمنعها من تحقيق أهدافها وأطماعها ومخططاتها التوسعية.
لقد أثبتت الأحداث والتطورات فيما بعد وخاصة خلال حرب تموز عام 2006 التي شهدت انتصاراً جديداً وتاريخياً للمقاومة اللبنانية واعترافاً إسرائيلياً واضحاً بالهزيمة عبر تقرير فينوغراد لاستخلاص الدروس والعبر من تلك الحرب، أن المقاومة اللبنانية باتت قوة إقليمية يحسب لها الكيان الصهيوني وداعموه الغربيون ألف حساب، وأن أي عدوان جديد على لبنان سيكون بمثابة انتحار لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولحكامه المتهورين والمتغطرسين، وهو الأمر الذي زاد من تحصين لبنان ضد الاعتداءات والتهديدات الصهيونية.
واليوم ورغم كل ما شهدته المنطقة من أحداث وتطورات جديدة تحت عنوان خادع “الربيع العربي” وما تخلله من تدخلات أميركية وغربية وتركية وقوى متحالفة مع قوى التكفير والإرهاب، بقيت المقاومة بمفهومها الشعبي التحرري هي الحل الأمثل في مواجهة كل هؤلاء المحتلين والطامعين وأصحاب الأجندات التخريبية، ولعل ما شهدته سورية من انتصار كبير على محور العدوان والإرهاب بالتعاون بين الجيش العربي السوري البطل وأبطال المقاومة اللبنانية في حزب الله، قد قدم الدليل القاطع على أن هذا النموذج من التحالفات هي أكثر ما يقض مضاجع المشروع الصهيو أميركي الذي فعل كل ما يخطر وما لا يخطر على البال لتمزيق محور المقاومة وإضعافه، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، وكانت النتيجة أن تعزز هذا المحور أكثر وأكثر من إيران الدولة الصديقة والشقيقة مروراً بالعراق بحشده الشعبي وفصائله المقاومة وصولاً إلى اليمن وحركة أنصار الله المقاومة وليس انتهاء بفلسطين وفصائلها المقاومة، وقد أبلت المقاومة الفلسطينية في غزة والمدعومة من قبل هذا المحور الصامد بلاء حسناً في مواجهة آلة القتل والتدمير الصهيونية في الأيام الماضية، وتمكنت من ترسيخ معادلة ردع جديدة مع الكيان الصهيوني المغتصب رغم كل ما يمتلكه من سلاح متطور وإمكانيات عسكرية هائلة، ليتأكد للعالم أجمع أن إرادة الإنسان المقاوم قد تتغلب على أصعب الظروف وتجترح المعجزات وتسقط الأساطير، وتخلق واقعاً مغايراً، عما يروج له الأعداء وأصحاب الصفقات المشبوهة والتسويات المجانية والتبعيات المذلة.
يمر عيد المقاومة والتحرير هذه الأيام والمشهد أكثر وضوحاً لجهة استمرار استهداف هذا المحور من قبل نفس الأطراف المعادية، ولجهة صمود وثبات أبناء هذا المحور الذين تعززت ثقتهم بأنفسهم أكثر بعد الإخفاقات الصهيونية والأميركية في كل المنطقة، حيث فشلوا في تمرير صفقة القرن بشأن تصفية القضية الفلسطينية، وعجزوا عن إخضاع سورية التي تثبت هذه الأيام بإجرائها للانتخابات الرئاسية في موعدها رغم كل الضغوط أنها سيدة نفسها وقرارها، في حين حافظ لبنان على وجهه العروبي المقاوم رغم كل الصعاب والتحديات والتخاذل الداخلي والخارجي، وها هي إيران تواصل إنجازاتها على أكثر من صعيد، فيما تتعرض منظومة العدوان والإرهاب لإخفاقات متتالية تجعلها تراجع كل أجنداتها ومخططاتها وتعيد النظر فيها.

آخر الأخبار
اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة مفاجأة ألكاراز.. تسريحة شعر خارجة عن المألوف الريال يواصل الغياب عن حفل (الكرة الذهبية) "عبد المولى" ينهي مهمته كمنسق أممي في سوريا حاملاً الأمل والتقدير للسوريين