الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
يتوجه المواطنون السوريون اليوم إلى صناديق الاقتراع بثقة وإيمان أنهم يصنعون المستقبل بأيديهم، فالاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات الرئاسية واجب وطني وحق لكل مواطن سوري، فبعد الصمود الأسطوري لا بد من استكمال السير نحو الأمام لإنجاز الاستحقاق على أكمل وجه، وقد عبّر السوريون خلال الأيام الماضية وبمختلف أطيافهم عن أهمية المشاركة الفاعلة. ولكن كيف يرى الآخرون هذه الاستعدادات وبأي عين ينظرون إليها وما الانطباعات التي أثرت بهم وتركت مكاناً في وجدانهم، حول ذلك يتحدث الكاتب والإعلامي المصري د.محمد السيد أحمد قائلاً:
أرصد في الانتخابات مشهدين مهمين، الأول مشهد (20 أيار) حيث تم إجراء الانتخابات في الخارج، فنحن نعرف أنه في (18 نيسان) عندما أعلن رئيس مجلس الشعب السوري عن إجراء الانتخابات الرئاسية كان الأمر بمثابة صدمة لقوى العدوان التي كانت تعوّل على عدم إجراء الاستحقاق في موعده، وأجريت الانتخابات خارج سورية في العشرين من أيار الحالي وكانت رسالة أبهر بها السوريون العالم، لأن قوى العدوان ظنت أنهم في الخارج لن يشاركوا في الانتخابات ولكن هذه القوى لم تقرأ التاريخ جيداً، بما فيه التاريخ القريب عام 2014 حين كنا في عز الحرب على سورية وخرجت الجماهير السورية إلى صناديق الاقتراع وقدمت نموذجاً للارتباط بالوطن، لذلك أؤكد على عبارة هامة لا بد أن تكون محفورة في ذاكرة كل وطني وكل مواطن عربي، وهي أن أبناء الجالية السورية في الخارج أكدوا أن سورية وطن يعيش فيهم.
ويتابع قائلاً: أما فيما يتعلق بالمواطنين ضمن سورية فرأينا الاستعدادات والحشود التي قررت أن تشارك في مختلف المحافظات، وأعتقد أن يوم الانتخابات الرئاسية سيكون يوم الوفاء العظيم، ولا بد من الإشارة إلى أنه منذ عامين عند إعلان انتصارات سورية المدوّية على الجماعات التكفيرية وتجفيف منابع الإرهاب وسيطرة الدولة على الجزء الأكبر من الجغرافية السورية، منذ ذلك الوقت قررت قوى العدوان أن تغيّر استراتيجيتها فاشتد الحصار الاقتصادي ليكون طريق وآلية جديدة للضغط على الشعب العربي السوري كي لا يكمل مسيرته في التصدي لهذه المؤامرة وتحقيق الانتصارات، لكنهم لم يدركوا حقيقة هذا الشعب الذي قدم آلاف الشهداء، فمن قدم ضريبة الدم سيكون الأمر عليه يسيراً في تحمل الضغوط الاقتصادية، كما أن الجيش العربي السوري قدم تضحيات كبيرة وكان مدعوماً دعماً حقيقياً من صمود الشعب، واليوم يخرج الشعب ليقول كلمته ويؤكد سيادته.