مابين السطور – سومر حنيش
الحالة الوطنية التي ظهرت عندما كان منتخبنا الكروي ينافس من أجل بلوغ المونديال الماضي، لم تكن طفرة، بل تجلياً لمفهوم اللُحمة الوطنية التي يتمتع بها النسيج المجتمعي السوري بمكوناته وشرائحه وتنوعه في لوحة فسيفسائية عز نظيرها، وهذه الحالة أقرب لكونها هوية سورية محضة، ضاربة جذورها في عمق التاريخ، تعبرعن نفسها في جميع تفاصيل الحياة ومراحلها، وتبرز أكثر في المنعطفات والتحديات.
يوم مباراة منتخبنا الوطني مع استراليا كانت سورية كلها مستنفرة، الأطفال والشباب وحتى كبار السن عيونهم شاخصة إلى الشاشات، ينتظرون تحقق الأمل بفوز منتخبهم، كي يرفرف علمهم في كأس العالم للمرة الأولى.
لم يكن العمل وقتها متوازياً مع الأمل، فتحققت أهداف كثيرة، وبقي هدف واحد لما يدخل في مرمى الأمل..
أمامنا مرحلة للتساوق في بناء القطاع الرياضي مع بقية قطاعات الدولة السورية، تساوق وتسابق من ينجز أكثر ؟ من هو الأسبق في إعادة إعمار قطاعه ؟ إنها مرحلة الإعمار بعد الانتصار، على جناحي الأمل والعمل..وهذا ما كان راسخاً من خلال الاستحقاق الدستوري، الذي أراده السوريون أن ينجز في موعده من جهة، وممارسة حقهم في المشاركة بالتصويت بكثافة، من جهة ثانية، فالسوريون أول من كتب التاريخ، ووحدهم من يملكون تاريخهم، ووحدهم من يرسم مستقبلهم، أوصلوا رسالتهم إلى العالم أجمع، لتبقى سوريتهم أيقونة الحضارة والمقاومة.