ما بعد إنجاز الاستحقاق الدستوري الرئاسي.. ونجاح سير العملية الانتخابية واتضاح الرؤية والمشهد السوري أمام العالم.. يجمع المراقبون على أن مرحلة جديدة تنتظر سورية على مختلف الصعد..
وفي مقدمتها الاقتصاد وعملية البناء التي ستأخذ أبعاداً متعددة في بناء الإنسان قبل الحجر فما تركته الحرب من أثر على الناس يحتاج إلى ترميم، وكذلك ما تركته من دمار وتراجع على المستوى المعيشي يحتاج أيضا لإعادة بناء الإنسان، ليمتلك السبل الصحيحة للتصدي لمختلف الأزمات ومواجهتها بما يمتلك من أدوات.
والتركيز اليوم على تطوير المشاريع الصغيرة ودعم هذه المشاريع، سواء عبر إيجاد الأفكار أو تمويلها مادياً، يعتبر نقطة مهمة في إعادة بناء الإنسان وإيجاد نقاط قوة تحمل شقين من الفائدة، الأولى في تأمين دخل مادي إضافي له ولأسرته يسهم في تجاوز مصاعب الحياة، والثاني مشاركته في عملية الإنتاج وتأمين السلع ومن ثم دعم الإقتصاد الوطني للبلد الذي يحتاج لكل أبنائه.
ولاشك أن المشاريع الصغيرة وما صدر من مراسيم لدعمها وآخرها المرسوم رقم 8 لمصارف التمويل الصغير هي إحدى السبل الناجحة لدعم دخل المواطنين إلى جانب ضرورة تحسين دخل شريحة الموظفين والعاملين ذوي الدخل المحدود.. إضافة لأهمية تسارع دوران عجلة الإنتاج في مؤسسات القطاع العام والاستفادة من الخبرات والطاقات الوطنية وعودتها لوطنها الأم.. كل هذا يحتاج لإرادة تنبع أولا من المواطن في مختلف القطاعات والدور الأكبر على الخطوات الحكومية القادمة، وجميعها جهود تصب في عملية بناء سورية.
الكنز – رولا عيسى