الزمن سوري والقرار سوري

 

لا يمكن الحكم على أيّ تجربة سياسية أو خيار ديمقراطي إلا من خلال درجة التفاعل الشعبي مع مضامينه لأن المرجعية ووحدة القياس هنا هي المجتمع بكل تشكيلاته وأطيافه السياسية وغيرها، من هنا تصبح عملية إبداء الرأي فيها مسألةً داخليةً بحتةً وما عدا ذلك فهو من قبيل لزوم ما لا يلزم أو شكل من أشكال الفضول السياسي أو التدخل بالشأن الداخلي للدول والمس بسيادتها وعلى هذا الأساس ومن هذه الزاوية بالذات يمكننا النظر إلى الاستحقاق الديمقراطي الرئاسي الذي عاشته سورية خلال الأسابيع الماضية وتوج بإعادة انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية بأغلبية واضحة عبر عملية ديمقراطية شفافة سارت وفق سياقها الدستوري ووجدت صدى واسعاً في الشارع السياسي وتفاعلاً جماهيرياً لافتاً وغير مسبوق على الرغم من الأوضاع التي تعيشها البلاد وحملة التشويش الممنهج الساعي لتعطيلها أو التأثير في إحداثياتها ما يدل على حيوية العملية الديمقراطية والآمال الكبيرة المعلقة على نتائجها في إطار حسم خيارات الشعب السوري وإصراره على التعبير بإرادته الحرة عن تطلعاته وأمانيه دونما تدخل من أيّ قوى خارجية باعتبار أن الشعب السوري هو المصدر الوحيد للشرعية.

إن تعطيل العملية الديمقراطية وشلّ مؤسسات الدولة لجهة أن الدولة ليست كياناً سياسياً فحسب وإنما كيان قانوني ودستوري كان هدفاً أساسياً سعت إليه القوى التي تآمرت على الشعب السوري ورديفها من الإرهابيين والتكفيريين وغيرهم من رعاة التطرف والقتل فكان تحديد موعد الاستحقاق الرئاسي بمواعيده وفق الدستور النافذ وممارسة كل مؤسسة دورها وتراتبيتها وصلاحياتها في هذا الاستحقاق صدمة وضربة قوية لمخططاتهم أدخلتهم في دوامة فراغ وحيرة وتخبط عبروا عنه بتصريحات ومواقف تعكس درجة حقد غير مسبوق على الدولة السورية ونظامها السياسي وهو ما يفسر ما تنادوا إليه من مؤتمرات واجتماعات هي في مجملها تنويع على ما سبق من سلوكيات ومواقف أصبحت غير ذي جدوى وصفرية الحاصل السياسي والعملي في إطار سياقات وتطورات الأزمة وإحداثياتها.

إن التأييد الشعبي الواسع للسيد الرئيس بشار الأسد الذي يمثل أيضاً تفويضاً في الخيارات بمواجهة الأزمة وتحدياتها المستقبلية يعكس رصيداً حقيقياً يؤكد صوابية ما ذهب إليه من قرارات ومواقف حاسمة وحازمة في مواجهتها، وهي التي احتاجت وتحتاج لقرارات صعبة وقاسية ومكلفة للتعامل معها، لأن المسألة لا تحتمل التأجيل أو الكثير من المهل الزمنية وغيرها بسبب سرعة إيقاع الأحداث والتداعيات المرافقة لها في ظل حمى إقليمية ودولية، تفاعلت مع سياقاتها ودخلت في كل تفاصيلها وعناصرها المشكّلة لها، وكل هذا استدعى قيادة سياسية واعية وشجاعة وحكيمة تتعامل معها بدرجة عالية من حس المسؤولية الوطنية والتاريخية.

إن النجاح في إفشال المخطط الاستعماري الرهيب الذي استهدف البنية السورية بكل عناصرها، هو انتصار كبير لكل السوريين والعرب والمقاومين في كل مكان وما كان ليحصل لولا بطولات الجيش العربي السوري ووطنية الشعب السوري وحكمة ومناقبية وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أثبت للعالم أجمع أنه القائد الذي استطاع في الزمن الصعب أن يواجه أكبر مشروع استعماري في المنطقة وينجح في إفشاله وإحباطه، ويجنب المنطقة العربية والإقليمية عموماً كارثة كبرى لا عهد سابق لها فيها من هنا تأتي أهمية الالتفاف حول قيادته وتأكيد وتعزيز خياراته في مواجهة التحديات المستقبلية واستكمال استعادة السيطرة على كافة مناطق الدولة السورية وإزالة كل مظهر يمس بالسيادة على كامل التراب السوري والتمكن من كل موارد الدولة ما يشكله ذلك من تعزيز للموازنة العامة والتمكن من إعادة الحياة للاقتصاد السوري والشروع بعملية بناء نوعي تقوده كفاءات وطنية مؤهلة ونظيفة تترافق مع الاستثمار في الرأسمال البشري والمعرفي في ظل بيئة نظيفة وشفافة وذهنية قادرة على اطلاق مشروع وطني واسع الطيف يترافق مع تجديد في الحوض السياسي مع استئناف لمشروع التطوير والتحديث الذي قطع مراحل مهمة وحقق انجازات وازنة ولكنه تعطل بفعل الحرب التي شنت على سورية..

إن الشعب السوري الذي عرف عنه الوفاء والانتماء كان وسيبقى عند حسن الظن به وهو يدرك تمام الإدراك أبعاد ما حصل وما يعنيه تجديد الثقة بالسيد الرئيس بشار الأسد ليكمل مسيرة الظفر والانتصار مسيرةً سورية العروبة والكرامة والمقاومة سورية الأمل المقترن بالعمل.
إضاءات- د : خلف المفتاح

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة