لم يكن يخامرنا للحظة واحدة منذ كان العدوان المباشر والصريح علينا أننا منتصرون وأننا سوف نهزمه وأدواته التي أطلت برؤوسها من الجحور كما الأفاعي..
لكننا بكل صراحة لم نكن لنتوقع أو نشك أن من هم كما يفترض الواقع وكما كنا نراهم أخوة أشقاء أبناء وطن وأبناء دول شقيقة أنهم سوف يكونون في صف العدوان ورأس حربته المتقدمة..
لم نكن نعتقد ذلك لأن الدولة السورية منذ بنت مؤسساتها كانت تعمل على أنها مؤسسات لكل عربي وليست بناء قطرياً منعزلاً أبداً …واقع وحقيقة يجب ألا تغيب للحظة واحدة وفي تفاصيل هذا الكثير مما يقال بل ويجب أن يبقى حاضراً أمام الجميع حتى يعرفوا مقدار حقدهم وجهلهم وعمالتهم.
واليوم وقد أنجزنا الكثير في معاركنا ضد الإرهاب وحفظنا كرامتنا وسيادتنا ومازال أمامنا الكثير مما يجب أن نقوم به …لكن ذلك يحتم علينا أن نكون أكثر يقظة وحذراً وقدرة على قراءة أساليب العدو الذي دون شك يجدد ويشحذ أدواته من جديد ولن يستسلم لهزيمته المدوية التي شهد عليها العالم كله.
هزيمة صدعت ولعقود من الزمن القادم مشاريعه العدوانية التفكيكية للمنطقة ..عدو يعمل بدهاء وخبث يهادن حيناً حتى يتمكن من تثبيت أدواته وقراءة تحولات مجتمعنا وتحليلها..
نصرنا هذا لابد من حراسته ليس بالسلاح وحده إنما بالفكر والتربية والثقافة والتحصين وبناء معمارية الوعي الذي تهشم جزء منه..
هذا ليس مسؤولية جهة ما وحدها إنما الكل دون استثناء من الأسرة إلى المدرسة والجامعات ..مسؤولية كل جهة تدعي أنها صانعة للوعي.
حان أن نغير الكثير مما ترسب في العقول لابد من إزالة الكثير من الصدأ بالوعي والتنوير ..فلنحرس نصرنا ولنكن مستعدين لكل مواجهة قادمة وهي مواجهات طويلة لم نعتب ولن نستسلم أبداً لأننا نعرف أننا اصحاب الحق ..والحق في هذا الزمن لابد له من قوة تدعمه قوة في جميع المجالات وأولها قوة الوعي فلنحسن بناءها.
البقعة الساخنة ..بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن