والمنتهى!؟

بعد أكثر من عشر سنوات، ما زال المشهد العربي معقداً ومتداخلاً، يصعب توصيفه بالنسبة لمتابع دقيق ولسياسي، لم يترك تفصيلاً في تشابك العدوان الغربي على المنطقة العربية إلا وتابعه وربطه بالمشهد العام، لكنه يجد نفسه عاجزاً عن الإحاطة الكاملة بمرامي وأبعاد وخطط العدوان والمتغيرات اللحظية والبعيدة في ظل معرفة دقيقة بالهدف الرئيسي والبعيد لهذا العدوان.
دول تم تدميرها، وبعضها تحولت إلى مرحلة قد يبدو من المستحيل حل خلافاتها واستعادة هيبة ونظم المؤسسات الحكومية فيها، وبعضها ما زال معلقاً في مهب مواقف الغرب الاستعماري وما بين عواصمه من واشنطن إلى لندن وباريس وبرلين وصولاً إلى أنقرة كمحطة لرعاية وإدارة وحماية المجموعات الإرهابية وإعادة تشغيلها بمقتضى أوامر واشنطن.
بصورة واضحة تبدو سورية وحدها من نجا من تبعات المخطط الإرهابي وخططه الشيطانية على الرغم من اتساع حالة الدمار والخراب واتساع دائرة الإرهاب حيناً، لتتراجع وتتقهقر بعدها تحت سنابك بواسل جيشنا البواسل، فكل الدول العربية التي طالها شيطان العدوان الغربي المسمى ربيعاً كاذباً أصيبت في بنيتها وهيئاتها ومؤسساتها فضلاً عن الدمار والخراب وانتشار الإرهاب، فيما وقفت سورية وحدها ثابتة صامدة تقارع العدوان بصورة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، وبعيداً عن استعادة مراحل تسلسل العدوان فقد حافظت سورية على تماسك بنيتها المجتمعية والمؤسساتية في آن واحد، فبقي المجتمع متماسكاً متكاملاً في دوره، واستمرت مؤسسات الدولة جميعها بالقيام بوظائفها ومهماتها في أحلك وأسوأ ظروف المواجهة مع المجموعات الإرهابية المسلحة والتزمت تطبيق الاستحقاقات الدستورية كاملة لتأتي الانتخابات الرئاسية الأخيرة صدمة قوية لجميع قوى البغي والعدوان، ويقدم الشعب السوري شهادة لا تحتاج ولا تطلب رضا الغرب الاستعماري مفادها رفض أي تدخل أو إملاء خارجي وتسقط جميع مفاعيل الحصار والعقوبات والتهديدات ما يفتح الباب أمام احتمال واحد لا خيار ثانياً معه، وهو ضرورة البحث عن مدخل معقول لفتح بوابة دمشق أمام من يفكر أن يؤوب إليها ويندم على ما فعل ويتعهد بعدم العودة إليه ويلتزم دفع تعويضات عما ارتكب من إجرام بحق الأفراد والوطن، وهو ما سيبقى قليلاً مهما كثر.
يقف المراقبون الدوليون عاجزين عن تقديم مقترحات وحلول تخدم الهدف الاستعماري العدواني ويجدون أنفسهم مجبرين للاعتراف بالواقع المجتمعي والسياسي بعدما حاولوا التنكر للواقع الميداني عندما كان جيشنا يدحر المجموعات الإرهابية ويتابع فلول داعش والنصرة وغيرها في جحورهم ويقدم أنصع الأمثلة في التضحية والفداء.
وستجد الحكومات الغربية نفسها مضطرة للاعتراف بخيار الشعب السوري بنظامه السياسي، وإن كانت ستمضي في إطلاق تصريحات إعلامية مضادة إلى فترة قصيرة، لكنها لن تلبث أن تتراجع بعد فترة قصيرة نزولاً عند أكبر عامل ضغط فعال، وهو موقف الشعب، ذلك الشعب العظيم الذي لم يهن أو يضعف أمام كل عوامل التجويع السياسي والحصار الاقتصادي ولا العقوبات والحرمان من الحصول على أبسط الاحتياجات المعيشية، وكان الرد واضحاً وجلياً ومجلجلاً في الإعلان عن خيار الشعب واختياره لقائده الذي أدار الصراع والمواجهة بكل بطولة واقتدار باعتباره مواطناً تنكب مهمة الرئاسة دون أن ينسلخ أو يبتعد عن إخوانه فكان معهم في الميدان والحقل والمصنع والقرية والشارع لا يتركهم أبداً ويحضر في كل مكان وفي كل مناسبة، فاختاروه قائداً مدافعاً عن حقوقهم وكرامتهم لا يفرط ولا يتنازل مثلهم تماماً في تمسكهم بحقوقهم وسيادة وطنهم الذي حموه بدماء أبنائهم الزكية.
هو الواقع المشاهد أمامنا لا نخطىء رؤيته ولا نتوهم حدوثه، فمن صبر واحتمل وضحى وجاد بالغالي والنفيس وقدم خيرة شبابه شهداء عظام للحفاظ على كرامته، سيحقق الانتصار المطلوب وفق الرؤية والرغبة والإرادة السورية.

معاً على الطريق- مصطفى المقداد

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة