“يوراسيا ريفيو”: موسكو وبكين معاً لمواجهة الهيمنة الأميركية

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

بينما ينتظر الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين قمتهما الأولى في 16 حزيران في جنيف، فإن روسيا والصين عازمتان على مواجهة ما يعتبرانه هيمنة أميركا على العالم، والنظام القائم على القواعد المُصمّمة من قبل الغرب، والمواعظ الأميركية المستمرة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كيف تحدد روسيا والصين وضعهما العالمي فيما يتعلق بالولايات المتحدة؟.
يشير إعلان بوتين في عام 2019 بأن روسيا لا تسعى للحصول على مكانة القوة العظمى لكنها ترغب منذ فترة طويلة بأن يتم الاعتراف بها كقوة عظمى، كما أن التوسع الإقليمي للصين وقوتها الاقتصادية والعسكرية تجعلها المنافس الرئيسي لأميركا في آسيا، فالمصالح الاستراتيجية هي التعريف الأساسي “للقوة”.
إن إصرار بايدن على استمرار أميركا في التفوق على الصين عسكرياً واقتصادياً، ودعم “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان”، وإدانته للرئيس فلاديمير بوتين عندما وصفه “بالقاتل” بسبب اعتقال ألكسندر نافالني، كل هذا وحّد المواقف الصينية والروسية ضد أميركا.
كان هذا واضحاً من المحادثات بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ” قويلين ” في آذار، ثم أعقبتها محادثات بين مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي يانغ جيتشي ونيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي في أيار، وقد شجبت موسكو وصف بايدن لبوتين بالقاتل ولتصعيده درجة المواجهة إلى أبعاد غير مسبوقة، فقامت وقتها باستدعاء سفيرها في واشنطن، أناتولي أنتونوف للتشاور.
وفي الوقت نفسه سلطت الذكرى العشرين للشراكة الاستراتيجية الصينية الروسية في نيسان الضوء على المنافسة عميقة الجذور بين الولايات المتحدة من جهة والبلدين اللذين تعتبرهما خصمين عالميين لها من جهة ثانية، ما أثار الشكوك حول إمكانية تخفيف التوترات بين الرئيسين بايدن وبوتين عندما يلتقيان في جنيف.
تعلن روسيا والصين عن قوة شراكتهما الأمنية الشاملة، ويرى بوتين أن تلك الشراكة وصلت إلى أفضل مستوياتها في تاريخ البلدين، فبالنسبة لموسكو، الشراكة هي “رابطة أوثق” من أي تحالف، لذلك لن تقوم روسيا والصين بتشكيل تحالف عسكري على غرار حلف الناتو، وفي إشارة إلى أن كلاً من الاتحاد الأوروبي والصين جيران لروسيا، فقد أعلن لافروف أن روسيا كانت مهتمة دائماً بتعزيز “علاقاتها مع الجميع في مختلف المجالات”، بدلاً من التفكير في “الحرب الباردة”.
كما تشيد الصين بشراكتها مع روسيا ووصفتها بأنها “صلبة كالصخر”، بينما تتهم الولايات المتحدة بالرغبة في حكم العالم. لقد أدى “قمع” أميركا للصين وروسيا إلى دفعهما إلى “التقارب الاستراتيجي”، فواشنطن لا يمكنها احتواء كل من روسيا والصين اللتين ستشكلان قوة كبيرة وستردان على الهيمنة الأميركية من خلال “وسائل تشمل التدريبات العسكرية المشتركة” وتعزيز التعاون في أوراسيا.
تقاوم روسيا والصين الفكرة الغربية عن نظام قائم على القواعد، وقد أعلن الرئيس شي جين بينغ أنه لا يمكن فرض القواعد التي وضعها بلد واحد أو عدد قليل من البلدان على دول أخرى، ولا يمكن السماح للأحادية التي تتبعها دول معينة (يقصد الولايات المتحدة) بتحديد وتيرة العالم أجمع.
بالنسبة لموسكو، فإن مفهوم الغرب للنظام القائم على القواعد يسهل تحايلها على القانون الدولي، الأمر الذي يعكس الإجماع الدولي أو الاتفاق الواسع، وتعترف أميركا وبريطانيا “بحرية” بأن لهما اليد الأكبر في تشكيل هذه القواعد وتريدان الآن فرضها على جميع البلدان، هذه “الشمولية في الشؤون العالمية” غير مقبولة، خاصة وأن الولايات المتحدة وحلفاءها يرفضون مبادئ الديمقراطية والتعددية على المسرح العالمي.
يجادل لافروف بأن قدرة روسيا والصين على اقتطاع مناطق نفوذ لا تختلف عما فعلته أميركا بالفعل خارج حدودها، وترى موسكو أيضاً أن واشنطن تعمل ضد هدف بكين المتمثل في إعادة توحيد الأراضي الصينية بشكل تدريجي، وهذا يعني قبول روسيا لمطالبات الصين ببحر الصين الجنوبي وطموحاتها الإقليمية بشكل عام.
أما فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية، فقد اعتبرت روسيا والصين أن التدخل الغربي في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة بحجة تعزيز الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان أمر غير مقبول، فالبلدان يدعمان بعضهما البعض وسيحافظان على موقفهما ضد ما يعتبرانه استبداداً أميركا، حيث ترى وزارة الخارجية الصينية أن العلاقات مع روسيا “تم تقويتها وتعزيزها بشكل كبير.
كما ترى روسيا ضرورة تجاوز “الوضع السيئ” الذي نشأ بين موسكو وواشنطن منذ رئاسة أوباما، ولكن في النهاية، لا تتوقع روسيا الواقعية أن يجد بايدن وبوتين أرضية مشتركة في جنيف، وهي تستبعد إعادة ضبط علاقاتها مع أميركا.
المصدر: Eurasia Review

آخر الأخبار
الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً