نتنياهو.. الخيارات المفلسة والسقوط المدوي!

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

على خلفية سقوط كل الخيارات المتاحة أمامه للبقاء على رأس حكومة الإرهاب الإسرائيلية وتجنيب نفسه محاكمة منتظرة بسبب تهم فساد موجهة إليه قد تقوده إلى خلف القضبان، يجرب رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو آخر ما تبقى في جعبته من أوراق محروقة للهروب من مصيره المحتوم.
فبعد أسابيع قليلة من عدوانه المفتوح على قطاع غزة والذي تجرع خلاله مرارة الفشل في كسر شوكة الشعب الفلسطيني الصامد أو إيقاف صواريخ المقاومة التي دكت “تل أبيب” والعديد من المدن والمستوطنات الإسرائيلية، اضطر إلى تهدئة هشة ووقف إطلاق نار دون أن يحقق مراده في استثمار المعركة الخاسرة التي خاضها والمجازر التي ارتكبها بحق المدنيين، ليجد نفسه أمام الحقيقة المرة التي كان يتهرب منها، وهي تشكيل تحالف صهيوني واسع من اليمين المتشدد وبعض أحزاب ما يسمى “اليسار” هدفه الرئيسي والأول إخراج نتنياهو من الحياة السياسية ووضع حد لخدعه وأكاذيبه وجنونه، فما كان منه إلا أن عاد إلى تجريب المجرب وهو استفزاز سورية بعدوان جديد – عالجته الدفاعات الجوية السورية بطريقتها الاحترافية – عله يخلط الأوراق في الداخل والخارج، ويوحد جمهور التطرف الإسرائيلي يميناً ويساراً خلفه، ويجر أميركا إلى أجندته الخاصة، أي إفشال محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
لكن اعتداء الأمس لم يحقق له أي مكسب، فسورية الخارجة من إنجاز شعبي منقطع النظير تمثل بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية كتتويج لانتصارها على الإرهاب وداعميه وبداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية الشاملة والتخلص من تبعات وتداعيات حرب العشر سنوات، ليست في وارد إعطاء نتنياهو حبل نجاة ليعود من جديد إلى السلطة، فلها أولوياتها القادمة التي تتجاوز كل الحسابات الإسرائيلية الضيقة.
ومن الواضح هنا أن نتنياهو قد دخل دائرة الخيارات المجنونة بعد أن فقد عقله السياسي وبات أسير البقاء المستمر في السلطة، وهو يتصور أن حرباً جديدة في المنطقة يمكن أن تنقذه أو تفلح في تغيير المعادلات التي أدت إلى سقوطه المدوي، ولا سيما بعد أن جرّب كل خياراته الداخلية (أربع انتخابات للكنيست لم تعطه أغلبية لتشكيل حكومة، وتحريض مستمر ضد خصومه السياسيين لعرقلة تشكيل حكومة من دونه)، فيما تمثلت خياراته الخارجية (بالعدوان المتكرر على سورية والاغتيالات والتخريب في إيران إلى جانب التحريض المتواصل ضدها، اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية لم تغير شيئاً في وجهة أو بوصلة الصراع القائم، ومحاولات يائسة لاستكمال صفقة القرن أفشلها صمود الشعب الفلسطيني ورفضه لها)، وإذا ما نجح التحالف الصهيوني الجديد في تشكيل حكومة جديدة والحصول على تأييد الكنيست، فإن سيناريو المحاكمة والسجن هو المتبقي أمام نتنياهو لاستكمال حياته، ولو كانت العدالة الدولية سارية في عالم اليوم لكان هذا الإرهابي منذ سنوات طويلة في السجن بسبب ما ارتكبه من جرائم ومجازر وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 2008 حتى اليوم، منتهكاً كل الأعراف الدولية والإنسانية وضارباً عرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
اليوم نستطيع القول إن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة مغايرة للمرحلة السابقة من دون جنون نتنياهو -وهذا لا يعني أن من سيخلفوه في الحكومة هم أقل جنوناً وتطرفاً- فسورية تستكمل انتصارها على الإرهاب وتستعيد عافيتها ودورها شيئاً فشيئاً، وإيران تمضي بثقة نحو إنجاز انتخاباتها الرئاسية وفك الحصار والعقوبات الظالمة عن شعبها من بوابة عودة واشنطن للاتفاق النووي، ومحور المقاومة يثبت معادلته الردعية في مواجهة كل الأعداء والخصوم، في حين تقترب الصين وروسيا من بعضهما أكثر فأكثر في إطار عالم متعدد الأقطاب لا تكون فيه كفة الهيمنة الأميركية هي الراجحة، وهذا ما يعطي أملاً بمستقبل أفضل، ولا سيما أن الشعوب اليوم هي التي تقرر مصائرها، ولم يعد باستطاعة أميركا التدخل وفرض إملاءاتها وشروطها، بدليل ما حدث في سورية وفي إيران وبلدان أخرى، وإذا ما تراجع الدور الأميركي في المنطقة فسينعكس ذلك ضعفاً في “إسرائيل” وقوة لمن يواجه أطماعها في محور المقاومة.

آخر الأخبار
"مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه