ينتظر العالم لقاء الأربعاء القادم ما بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدين في جنيف بكثير من الترقب والاهتمام بعد سلسلة من التصريحات النارية المتبادلة والاتهامات بين الزعيمين خلال الفترة الماضية، فكيف سيكون نتاج هذه القمة التاريخية والتي سيبنى عليها الكثير من التطورات الكبيرة في أكثر من منطقة من العالم، إن لم يكن تأثيرها على العلاقات الدولية كلها.
وعلى الرغم من أن المفروض بهكذا قمة كبرى أن تضع أسس التعاون والتفاهم بين البلدين الجبارين، إلا أن ثمة معطيات تضع احتمالات الفشل أمامها.
فقد أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الكرملين على علم بخطط الرئيس الأميركي جو بايدن عقد مؤتمر صحفي منفصل بعد اللقاء الذي سيجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين إن ذلك على ما يبدو، ممارسة اعتيادية للرئيس الأميركي، مضيفاً أنه من المقرر كذلك أن يخرج الرئيس بوتين بشكل منفصل للقاء الصحفيين والإدلاء بتصريحات بعد الاجتماع مع بايدن.
وبغض النظر عن هذا الشكل إن كان اعتيادياً أم تم الاتفاق عليه في لجنة التحضير للقمة الدولية فإن احتمالات عدم التوافق تبقى الحاضر الأكبر ضمن توقعات المراقبين والمحللين ومراكز البحوث والدراسات، فالمواضيع التي ستبحثها القمة حساسة وشديدة الاختلاف، إذ إن مشكلة أوكرانيا ستكون القضية الأبرز كأساس للتوافق في السياسات الدولية، الأمر الذي يعكس صعوبة التوافق المحتملة في ظل تمسك الجانب الروسي بحقوقه السياسية والتاريخية بما تمثله من حق مشروع للحفاظ على الأمن القومي لروسيا الاتحادية، وذلك مقابل التدخل الغربي بالجمهورية السوفيتية السابقة والتغول الأميركي بخاصة بعد أحداث القرم.
.ولكن هل ستكون سورية حاضرة في هذه القمة؟
وهل عدم الإعلان عن مناقشة الحدث السوري يعني غيابه فعلاً؟.
على الرغم من أن الملف السوري ليس من أولويات إدارة بايدن، وسواء تم الإعلان عن مناقشته أم لم يتم ذلك، لكن الحدث السوري سيفرض نفسه كملف أساس في لقاء القمة في جنيف، فسورية مثلت النموذج القوي والمتمسك بحقه من خلال قيادة قوية ومتماسكة لم تضعف أو تنهزم أمام الضغوط والتهديدات، خلاف النموذج الأوكراني المعروف،
كما أن الجيشين الروسي والأميركي على حدود التماس في سورية وإن كان وجودهما مختلفاً ومتبايناً، الأمر الذي يستدعي حواراً بشأن توافقات لحالات الاشتباك المحتملة.
وفوق هذا وذاك فإن سورية الدولة الوطنية الشرعية أثبتت أنها دولة جديرة بالاحترام والتقدير، كونها حافظت على تماسكها ومهماتها على امتداد أكثر من عشر سنوات من العدوان الإرهابي، وفشلت معه كل مخططات التغيير والتدمير، وبالتالي فإن القوي التي دعمت الإرهاب مضطرة للتراجع والاعتذار والتعويض عن حجم الأضرار التي سببتها، وعندها تثبت سورية أن مكانتها الدولية لن تتغير أو تتراجع بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري وجيشه الباسل حفاظاً على وحدة الدولة وسيادتها وكرامتها.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد