الملحق الثقافي:منال محمد يوسف :
ونبدأ بالأمل ..
وننثرُ أبجدياتٍ مشتاقة العطاءِ
ننثرها فوق يبابِ الأرضِ ما يجعلها خضراء ..
ما يجعلها تُمطرُ قصائد الخير، وتُنبت زيتوناً أخضر الأمنيات
وياسميناً صوت بياضه جميل الأغنيات ..
ونبدأ بالأمل .. ونور العمل ..
كذاك الفينيق الذي ينتفضُ من رماده.. بعد غربةِ وجعٍ
بعد غربةِ قهرٍ .. بعد ليلٍ طويل الجراحِ
ونبدأ بالأمل والعملِ .. ونعشقُ نورهما الأجمل
نطوي ليل الحرب والأيّام الثُكلى..
نبدأ بهما.. نكتب بمحبرتهما الأجمل
ونبدأ بالأمل والعمل
نُضمّدُ الجراح الثكلى.. نروي صحراء السنواتِ العطشى
نُهدي الزَّمان قناديل وهّاجة من صبرنا..
نُهديه سلسبيل من أحلامنا المجروحة..
من أمانينا التي كادت أن تستشهد ..
نُهديه شموعاً علّها توقدُ الأمل
نُهديه كلمة: «حيّ على الأمل.. حيّ على العمل»
نزرعُ سنبلاتٍ لعلَّ الزَّمان يخضرَّ بها
ولعلَّ قزحيّة الجمال تُضاءُ ونستضيءُ بها
ونبدأ بسملة الأملِ والعملِ.. ونعبرُ بهما إلى الضفة الأخرى
التي تُماثلُ كلّ الأشياءِ بجمالها الذي نتوقُ إليه..
ضفة الحياة التي يجدرُ تسميتها «ضفاف الرؤى الواعدة»
وما بعد الحرب وما بعد غربتها القاسية ..
بالأمل والعمل نفتحُ الكتاب مرّةً أخرى ..
ندوّن من جديد، ونكتبُ على صفحات الزَّمان:
«ما نزالُ أقوياء رغم الحرب وعصف الأقدار»
ما نزال كما قاسيون الجراح، ندوّن ذواتنا
نُدوّن عن عشقِ سوريتنا الحبيبة ..
وننثرُ نور الأمل والعمل..
ننثرُ نورهما شعراً.. ننثرُ عطرهما قمحاً
ونزهرُ من خلالِ هذا «الشعار العظيم».. ويزهرُ البلد
ويُفتحُ كتابُ مجده من جديد..
«مجد الأيّام» الذي نشتاقُ إليه
نشتاقُ أن يُروى من مدادِ الأملِ والعمل..
ونعيش، ويعيش الوطن.. ويستضيءُ بنورهما العظيم
التاريخ: الثلاثاء15-6-2021
رقم العدد :1050