“برس تي في”: لا منافس لواشنطن في الاستفزاز والغطرسة

الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
هناك غطرسة أمريكية متجذرة في نفوس القادة الأمريكيين المهيمنين على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، الإمبراطورية المسؤولة عن محيط واسع وكبير من المعاناة والاضطراب في كل جزء من العالم، حيث تعاني شعوب كثيرة من نهب هذه الإمبراطورية ولاسيما شعوب إيران وكوبا وفنزويلا، وقد كانت هذه الشعوب أكثر تحديًا واتحاداً في مقاومة هيمنة الولايات المتحدة، وهذا هو السبب في إصدار إدارة بايدن الحالية “تحذيرًا” بشأن السفن الإيرانية المتجهة نحو نصف الكرة الغربي عبر المحيط الأطلسي – حاملة مساعدات إلى كوبا وفنزويلا .
يشكل التحالف المتنامي بين إيران وكوبا وفنزويلا أنموذجًا ملهمًا للتضامن الدولي والأخوة القادرة على التغلب على الاختلافات الدينية والثقافية، لأنه عندما يمتلك شعب ما العزم على الحفاظ على كرامته وسيادته واستقلاله، فلا يمكن لأي إمبراطورية، بغض النظر عن حجمها أو قوتها الانتصار عليه، لقد اعتبرت واشنطن السفن الإيرانية المتجهة غربًا عبر المحيط الأطلسي أمراً استفزازياً، حيث يقول مسؤول كبير في إدارة بايدن: “إنه تهديد لشركائنا في نصف الكرة الغربي. سنحتفظ بالحق في اتخاذ التدابير المناسبة بالتنسيق مع شركائنا لردع عبور تلك السفن مستقبلاً”.
عندما يتعلق الأمر بـ “الأعمال الاستفزازية” لسياسة واشنطن المتغطرسة، فلا يوجد لواشنطن منافس أو نظير، في هذا الصدد، خذ كولومبيا على سبيل المثال، أقرب “شريك” لواشنطن في أمريكا اللاتينية وفي العالم بأسره، حيث تمتلك الولايات المتحدة حاليًا سبع قواعد عسكرية في البلاد، تم إنشاؤها في عام 2009 بناءً على طلب من إدارة أوباما لتحل محل القواعد الأمريكية السابقة الموجودة هناك، وفي الوقت نفسه تفتخر وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني بأن “الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري واستثماري لكولومبيا، مع استثمارات كبيرة في قطاعي التعدين والتصنيع. ما يقرب من 450 شركة أمريكية لديها استثمارات في كولومبيا “. هذه ليست شراكة، إنها هيمنة استعمارية جديدة من قبل الولايات المتحدة على الحكومة الكولومبية بقيادة الرئيس الحالي إيفان دوكي ماركيز، كعامل فعلي للمصالح الاقتصادية والإستراتيجية للولايات المتحدة.
في عام 1919 نُشر كتاب الاقتصادي السياسي النمساوي جوزيف شومبيتر “الإمبريالية والطبقات الاجتماعية”، وقد لقي الكتاب استحسان النقاد خاصة عندما شبه الولايات المتحدة بالإمبراطورية الرومانية في عصرنا الحالي والمتمركزة في واشنطن، في الواقع، فإن أوجه التشابه بين روما القديمة وأمريكا المعاصرة مدهشة بشكل مخيف على مستويات متعددة.
كما هو الحال مع سابقتها، تترأس واشنطن إمبراطورية عالمية استعمارية مهيمنة، كما هو الحال في الأيام التي كانت فيها روما هي السلطة، وكان الناس من جميع أنحاء العالم يطمعون بجائزة المواطنة الرومانية، واليوم تمارس الولايات المتحدة نفس الدور في امتصاص ملايين المهاجرين إلى الولايات المتحدة من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي ساعد على تغذية قوتها الاقتصادية.
المصدر: برس تي في

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة