جرائم الإبادة الأميركية للشعوب.. هل حان وقت المحاسبة؟

ثورة أون لاين – دينا الحمد:

من المفارقات الصارخة في السياسة الأميركية تجاه قضايا العالم أنها تقيم الدنيا ولا تقعدها بحجة انتهاك الصين المزعوم لحقوق الإنسان، أو بذريعة قيام هذه الدول أو تلك بارتكاب ما يسميها البيت الأبيض “مخالفات للقانون الدولي”، في الوقت الذي تسجل فيه وثائق المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية تلالاً من الجرائم بحق الإنسانية، كجرائم الحرب الموثقة بالصوت والصورة، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي بات يعرفها القاصي والداني، بدءاً من العراق ووصولاً إلى أفغانستان مروراً بسورية وليبيا والعشرات من البلدان المنكوبة بتلك السياسة الاستعمارية.
فمن من العالم لم يرَ جرائم أميركا بحق السوريين وإرهابهم بما يسمى “قانون قيصر” الذي يهدف إلى تجويعهم وقطع والدواء والغذاء عنهم؟ ومَن مِن العالم لم يشاهد قواتها الغازية للأراضي السورية وهي تدعم الإرهاب وتسرق النفط وتهرب القمح والثروات الزراعية؟.
وهل تناسى البيت الأبيض جرائم الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق الفيتناميين والأفغان والعراقيين وسواهم من بلدان المعمورة التي غزتها القوات الأميركية واحتلتها ونهبت ثرواتها؟ ألم يسمع ساكنوه بجرائم أجدادهم الذين أسسوا الولايات المتحدة الأميركية على جماجم الهنود الحمر وأبادوا عشرات الملايين منهم؟.
اليوم واشنطن تهاجم الصين مثلاً بحجة انتهاك حقوق الإنسان مرة وبذريعة فيروس “كورونا” مرة متجاهلة جرائمها بحق الإنسانية، وهو الأمر الذي دفع بكين لفتح ملف جرائم أميركا والغرب بحق الدول والشعوب.
فقد انتقدت الصين بشدة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى داعية المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيقات شاملة وحيادية ومعمقة في جميع هذه الجرائم، وقال وزير البعثة الصينية لدى الأمم المتحدة في جنيف في حديثه خلال الحوار التفاعلي مع المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية إن “الإبادة الجماعية هي جريمة دولية خطيرة معترف بها عالمياً ولا تزال آثارها المدمرة محسوسة اليوم ولا بد من التحقيق بشأنها للقضاء على العنصرية والتمييز العنصري وغيرهما من موروثات تلك الجريمة”.
ولم يكتف الوزير الصيني بذلك بل ذكر المجتمعين، والمستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية تحديداً، بأن السكان الأصليين في الولايات المتحدة تعرضوا للطرد من أراضيهم والقتل خلال ما سمى بالتوسع الغربي على مدى ما يقرب من مئة عام بعد تأسيس أميركا وتناقص عددهم من 5 ملايين في نهاية القرن الخامس عشر إلى ربع مليون فقط في بداية القرن العشرين مشيراً إلى أنهم يعيشون اليوم في محميات معزولة ومهجورة في البلاد.
وضرب مثلاً غربياً آخر وهو عن كندا وبيّن أنه تم إرسال أكثر من 150 ألف طفل من أبناء السكان الأصليين قسراً إلى مدارس داخلية لاستيعابهم وتعرض الآلاف منهم للإيذاء حتى الموت موضحاً أن هذا ليس سوى غيض من فيض واقع السكان الأصليين الذين توفوا بسبب الإبادة الجماعية في كندا، فضلاً عن ارتكاب دول غربية أخرى جرائم إبادة جماعية خطيرة وجرائم ضد الإنسانية خلال استعمارها وغزوها للدول الأخرى، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي تحركاً حقيقياً للتحقيق والمحاسبة بخصوص هذه الجرائم.
هي سياسة أميركا والغرب الذين يدفنون رؤوسهم بالرمال ولا يريدون رؤية جرائمهم التي يندى لها جبين الإنسانية خجلاً وبالوقت ذاته يحاولون فبركة أخبار عن انتهاكات لحقوق الإنسان في الصين وغيرها، دون أن يدركوا أن قوى عظمى صاعدة قادرة على فضح جرائمهم ولن تقبل بأقل من فتح ملفاتها أمام المؤسسات والمحاكم الدولية المعنية، وأن هذه القوى الصاعدة بدأت تنذر أميركا بالأفول.
ولذلك فإن السؤال الأهم اليوم هو: بعد كل إرهاب الدولة الذي تمارسه عواصم الغرب بحق الشعوب، وتلك الجرائم البشعة بحقها، وبعد كل التدخلات السافرة بالشؤون الداخلية للدول والحكومات، وبعد كل الدمار والخراب الذي تسببه إداراتها العدوانية للعالم، هل حان الوقت لمحاسبة حكوماتها على جرائمها؟. وهل تقف القوى الصاعدة دولياً كالصين وروسيا بوجه تلك الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي؟.

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي