يُعتبر التكريم واجباً وحقاً وأمانة علينا جميعاً تجاه المبدعين، فعندما نكرم المبدعين ونقدّرهم فنحن نكرم أنفسنا، ونجعلهم يواصلون السير في طريق الحياة بعطاء كبير وثمين.
في الأمس القريب قامت وزارة الثقافة مشكورة بتكريم الأديب الكاتب حيدر حيدر والفنان التشكيلي الدكتور ممدوح النابلسي بطرطوس تقديراً لعطائهما ومسيرتهما في إغناء الحركة الثقافية في سورية.
هذه المبادرة طيبة ومهمة فثمة من يسأل لماذا لا يتم تكريم المبدعين الكبار قبل وفاتهم إلا بشكل خجول؟ لاسيما أن الظاهرة المنتشرة في الأوساط الثقافية والفنية والعلمية بشكل واسع هي تكريم المبدعين والاحتفاء بهم، لكن بعد رحيلهم، سؤال طُرح العديد من المرات ولم يلقَ آذاناً مصغية علماً أن التكريم يمثل تحريضاً صريحاً على التميز والتفوق وتقديم المزيد، وتحفيزاً إيجابياً على البذل والإصرار والإخلاص.
من الطبيعي ما يجري في الدول المتقدمة كافة أن التكريم للمبدعين يتم أثناء حياتهم الإبداعية وكلما أنجزوا أعمالاً مهمة ولافتة للنظر، ثم إن الكثير من الأسماء الشابة المبدعة في مجالات الأدب والفن والثقافة قد برزت واستطاعت أن تلفت الانتباه بتحقيقها لمراكز متقدمة إلا أن غيابهم عن ساحات التكريم خلق تساؤلاً مشروعاً أين هم هؤلاء من التكريم؟.
من هنا لابد من التأكيد أن ظاهرة التكريم ضرورة ملحة وعلينا تكريسها وتعميمها بشكل أكبر، فكما نشهد احتفالاً أو أمسية كل يوم أو بين الحين والآخر يجب أن نشهد تكريماً مستمراً يليق بشبابنا وكبارنا.
ما فعلته وزارة الثقافة هو دعوة صادقة لاستمرار الجهد ومواصلة العطاء، وتثمين لما قدموه، فللأسف ثمة من يقول لا نعرف قيمة هذا المبدع ولا مكانة ذاك الفنان إلا بعد فقدانه، حينها ستتسابق المؤسسات الثقافية للمشاركة في حفلات وداعه.
رؤية -عمار النعمة