إلى العاصمة الكازاخية وتحديداً إلى طاولة أستانا تتجه الأنظار، حيث جولة جديدة من المحادثات تنطلق يوم الأربعاء، وتستمر ليومين متتاليين، فهل سيتمخض عنها ما يلبي طموحات السوريين، أم إنها ستصطدم بجملة من المعوقات، والعراقيل، سيضعها كل من يريد أن يستثمر بالأزمة أكثر، ويقتات بالتالي من ثروات السوريين، ومحاصيلهم، ومعاناتهم.
سيادة الدولة السورية، واستقلالية قرارها الوطني المستقل، ووحدة أراضيها، وإنهاء الوجود غير الشرعي لكل قوى الاحتلال الأجنبي عن الأراضي السورية، لطالما كانت مطالب أجمع عليها كل السوريين في كل اجتماع، وعلى كل منبر أممي، أو دولي، وأيضاً لطالما كانت من الثوابت التي أكد عليها الوفد العربي السوري في كل جولات محادثات أستانا السابقة، ولكن في كل مرة كان يصطدم السوريون بانقلاب ضامن الإرهابيين التركي على التفاهمات، وإصراره على التمسك بدعم الإرهاب، وتماديه في الاحتلال والعدوان، ما يشير إلى أن البيانات الختامية، وتوصياتها، تمحوه مخططات الأجهزة الاستخباراتية الغربية، وسيناريوهاتها الظلامية في الغرف السوداء.
لذلك لن نستغرب ما قد يصدر عن الجولة الـ16 من محادثات أستانا، إن كانت ستثمر حقاً، وتترجم آمال السوريين على الأرض، أم أنها ستكون مجرد ستار يحاول من خلاله نظام الإرهاب التركي كسب الوقت لإعداد إرهابييه، وتجهيزهم بما يمكنهم من استهداف مواقع بواسل الجيش العربي السوري، وأيضاً من استهداف المدنيين السوريين، وكذلك لن نتفاجأ بالكلام والمزاعم التي ستصدر عن متزعمي الميليشيات المسلحة.
صحيح أن محادثات أستانا خطوة هامة على المسار السياسي، باعتبار أن هدفها الأساسي تسوية الأزمة في سورية بصورة سلمية، إلا أننا كسوريين لا زلنا نعول على بندقية الجندي العربي السوري، فهي وحدها الأقدر على تصويب المسار، وإعادة الأقزام الدبلوماسية إلى أحجامها الحقيقية.
حدث وتعليق -ريم صالح