الثورة أون لاين – راغب العطيه:
ما يواجهه أهلنا في الحسكة مدينة وريفاً منذ فترة طويلة من ممارسات ميليشيا “قسد” المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركية، توازياً مع الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بقوات نظام أردوغان الغازية، لا يخرج عن سياق الحرب الإرهابية المفروضة على سورية منذ أكثر من عشر سنوات بل هي استمرار لها وجزء أساسي منها.
فالجرائم التي يرتكبها الأميركيون والأتراك في سورية كل يوم على فظاعتها لم تحرك ساكناً في المجتمع الدولي، وبقي الصمت المخزي هو سيد الموقف الدولي، الأمر الذي شجع نظام أردوغان وإدارة البيت الأبيض على ممارسة المزيد من الجرائم بما فيها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وفي نظرة شاملة لما يواجهه السوريون بشكل عام نجد أن ممارسات النظام التركي الإجرامية وخاصة ما يخص قطع مياه الشرب عن أكثر من مليون نسمة يعيشون في مدينة الحسكة ومحيطها تتشابه مع الإجراءات الأميركية القسرية والتي جميعها تستهدف حياة السوريين، سواء أكان في لقمة عيشهم وحبة دوائهم أم في شربة ماء يتحكم فيها المحتل التركي من خلال سيطرة قواته والإرهابيين المرتبطين معه على محطة علوك المصدر الرئيسي لمياه الشرب لأغلب مناطق الحسكة.
ولم يشفع حر الصيف ولا انتشار فيروس كورونا المستجد لأهلنا هناك بردع المحتل التركي عن قطع مياه الشرب، ولم يحرك هذا الوضع المأساوي بدوره المجتمع الدولي والمنظمات المرتبطة به بأخذ دورها القانوني بالضغط على النظام التركي ومن ورائه الإدارة الأميركية، كونهما يتبادلان الأدوار في ممارسة الإجرام بحق السوريين للتراجع عن جرائمهم المستمرة دون أي رادع أخلاقي أو إنساني، الأمر الذي زاد من إصرار السوريين على مواصلة حربهم ضد التنظيمات الإرهابية وداعميها حتى تحرير وتطهير كل الأرض السورية من رجس الإرهاب وكل وجود أجنبي غاز ومعتد.
وكما أفشل السوريون سياسة التجويع والحصار التي يتبعها الأميركيون والأوروبيون ضد سورية وشعبها بصمودهم، فهم يفشلون اليوم سياسة التعطيش التي يتبعها النظام التركي من خلال اجتراح الحلول وتكاتفهم بوجه سياسات الحقد والعدوان، وهذا ما يكشف بدوره زيف ادعاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعيها الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً.