الثورة أون لاين – ريم صالح:
شائعات، ضغوط، حرب نفسية، إرهاب اقتصادي، بروباغاندا وماكينات إعلامية مضللة، أبواق وأقلام مأجورة، عدوان مباشر، مساومات وابتزاز رخيص.. ولم يبق شيء من أساليب وآليات الدونية الأخلاقية، أو الدبلوماسية، أو السياسية، لم تتبعها منظومة العدوان على سورية في استهدافها الممنهج والمنظم للدولة السورية بكل مقوماتها الوجودية.
ولكن ورغم ذلك كله إلا أن السوريين أثبتوا أنهم الأقدر على الثبات والانتصار، ويوجهون الصفعات المتتالية لوجوه كل من استثمر بأزمتهم، وشكك بخروجهم منتصرين من الحرب الإرهابية التي استهدفتهم، وأكدوا بممارستهم لحقهم الدستوري والانتخابي يوم 26 أيار الماضي بأن إرادتهم، وصوتهم، يعلو ولا يعلى عليه.
السوريون وكما عهدهم العالم على مر السنين، تمسكوا بسيادة وطنهم المطلقة، واستقلالية قرارهم الوطني، وبحقهم بتقرير مصيرهم، فهم وحدهم من يحق له التخطيط لغد سوري بامتياز، حيث الأمان، والاستقرار، والازدهار، لأطفالهم، وأحفادهم، والأجيال القادمة، لا تدخل فيه لأي قوى خارجية، ولا دور فيه لإملاءات استعمارية، ولا بصيص وهم لأجندات فوضوية تقسيمية ظلامية.
ويبقى السؤال لماذا تصر أنظمة الإرهاب الدولي، وعلى رأسها نظام البلطجة الأميركي، ومعه نظام اللصوصية التركي، والأباراتيد الصهيوني، على التجديف عكس التيار، حتى وإن تكسرت مجاديفهم واحدة تلو الأخرى، فهي ولغاية اللحظة لم تأخذ العبر من دروس إخفاقاتها السابقة والمتلاحقة؟!.
ألم تمل منظومة العدوان على سورية من حياكة دسائسها على ذات النول المهترئ، أصلاً؟، فأكاذيبها لم تعد تنطلي على أحد، وخلطات فبركاتها ذات النكهة الكيماوية لم تعد تجدي، وكذلك تلحفها ببراقع المساعدات الإنسانية عبر ورقة المعابر غير الشرعية بات مفضوح المغزى والنوايا، وأيضاً لهاثها المستميت لمحاولة تضليل الرأي العام العالمي، والتشويش على إنجازات بواسل الجيش العربي السوري، لن يكون لها أي مكان من الإعراب الدبلوماسي والميداني، وحتى سلاحها الاقتصادي، والتلويح بسيف “قيصر” غير الشرعي، وغير القانوني، وتسليطه على رقاب السوريين، وابتزازهم بقوت يومهم، وحليب أطفالهم، وأدوية مرضاهم لم ولن يحقق مبتغاها.
أكثر من عشر سنوات من عمر الحرب الإرهابية على سورية، ولم يستطع الأميركي، وأداته الغربية الاستعمارية، واللصوصية الإقليمية المارقة النيل من الدولة السورية، أو دفعها للتخلي عن ثوابتها الوطنية وولاءاتها السيادية، بل كان العكس تماماً هو ما حصل، حيث ازداد السوريون قوة، ومنعة، وثباتاً، وإصراراً على تحطيم أوهام المعتدين، ورد كيد المتآمرين إلى نحورهم.
عشر سنوات والسوريون يتجاوزون العراقيل والمطبات، بل وينسفون مفخخات أعدائهم، ولا يهابون موتاً، أو حصاراً، أو عدواناً، عشر سنوات من رسائل النصر والإباء والاستبسال في سبيل سورية حرة سيدة كريمة، ولكن لماذا لم يتعظ الواهمون؟!، ثم على ماذا يراهنون؟.
السوريون انتصروا، واختاروا قائدهم ليدير دفة البلاد بحكمة، وليرسو بهم إلى بر الأمان، انتصروا ووجهوا رسالتهم الواضحة بأن لا خبز للمعتدين على أراضي السوريين، فالأرض لهم وحدهم من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، والوجود الاحتلالي غير الشرعي مسألة وقت ليس إلا.